responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 387


والحضور فلا بد للعبد أن يسلك في عبادته هذا المسلك الذي هو التشبه بالرب والتسلك على القوتين .
ولذلك قال عليه السّلام بعد ذلك : « وتفسير العبودية بذل الكلية وسبب ذلك منع النفس عما تهوى وحملها على ما تكره ومفتاج ذلك ترك الراحة وحب العزلة وطريقة الافتقار إلى اللَّه عزّ وجل ، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : أعبد اللَّه كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك » « 1 » . « 2 » أقول : هو رحمة اللَّه وإن أجاد فيما أفاد لكنه لم يأت بتمام المراد ، فالتحقيق أن يقال : إن المراد بالربوبية إذ هو الربوبية إذ مربوب التي هي من مراتب الفعل حسب ما مرت إليه الإشارة .
وبالعبودية هي القيام بجميع وظائف الانقياد والطاعة في جميع نشأت الوجود بحيث لا يحصل له الفتور في شيء من العبادات القلبية والقالبية ، بل ولا في شيء من التوجهات الإقبالية العلمية والعملية على ما هو مقتضى الولاية الكلية ولاستقامة في الطريقة الإلهية إلى أن يتحقق في مقام الولاية التي هي الإحاطة والتصرف في الملك والملكوت بإذن اللَّه بعد إجابة نداء :
« عبدي أطعني فكن مثلي » « 3 » حيث إنه قد وصل حينئذ إلى درجة المحبة وصار محبوبا للَّه سبحانه « فإذا أحبه كان سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، إن دعاه أجابه ، وإن سأله أعطاه « 4 » ، بل قد يمزج بالمحبة لحمه ودمه


( 1 ) مصباح الشريعة : باب ( 100 ) . ( 2 ) ( ؟ ؟ ؟ ) ( 3 ) لم أظفر بهذه العبارة على الحديث ، نعم قد مر مضمونه عن شرح التوحيد للقاضي سعيد القمي : ج 1 ، ص 316 هكذا : « يا بن آدم ! أطعني أجعلك مثلي ، إذا قلت لشيء : كن ، فيكون » . ( 4 ) إشارة إلى الحديث القدسي المروي في « محاسن البرقي » : ص 291 عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال : « قال الله : ما تحبب إلى عبدي بشيأ أحب إلي مما افترضته عليه ، وإنه ليتحبب إلي بالنافلة حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ، يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ، إذا دعاني أجبته وإذا سألني أعطيته » .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست