responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 385


وأما ما ذكره في معنى الخبر فبعيد جدا خصوصا بعد التعبير بالكنه ، وتفريع الوجدان والفقدان عليه .
ولعل فيما أشار إليه من المعاني البعيدة عن الأذهان كفاية وبلاغا لو وجد مساغا للبيان .
ومنها ما ذكره الفاضل المحقق القمي صاحب « القوانين » قدس سره حيث سئل عن ذلك ، فأجاب قدس سره عنه بقوله : « إن العبودية يحتمل كونه مصدرا من صفة الذات بمعنى كون الشخص عبدا أو صيرورة الشخص عبدا ، ويمكن أن يكون مصدرا لصفة الفعل مثل عابد ، وحينئذ فالمراد كون الشخص عابدا ، أو صيرورته عابدا متعبدا أو مطيعا .
والربوبية تحتمل المعاني الثلاثة ، فالمعنى أن ماهية العبودية وحقيقة إطاعة العبد وانقياده لمولاه جوهرة ، يعني خصلة نفيسة عزيزة ، تشبيها لها بالجواهر العالية الثمنية ، كنهها يعني ذاتها وجوهرها وما به قوامها الربوبية ، يعني التشبه بالرب والتخلَّص بأخلاقه في جميع صفاته وأفعاله حتى في الخلق والإيجاد ، لا بمعنى خلق الأجسام بل بمعنى إحياء النفوس وإيلادها بالتعليم والإرشاد * ( ومَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ) * « 1 » ، أو المراد صيرورته ربا لقواه البهيمية ، ومالكا لها ، ومسلطا عليها بالرياضات والمجاهدات ، فإذا فعل ذلك فيصل له حقيقة العبودية يعني لا يحصل حقيقة العبودية إلا مع حصول حقيقة الربوبية بأحد المعنيين اللذين هما التشبه بالرب في صفاته والتربب على قوتيه الشهوية والغضبية ، فما فقد من العبودية بعد التدبر والتفكر في حقيقتها والفحص عن أركانها ومقدماتها وأجزائها بأن لم يبلغ إليه فطنته ولم تصل إليه معرفته وجد في الربوبية ، فإن معرفة حقيقة


( 1 ) المائدة : 32 .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست