responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 381


بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون .
وإنما نال ما نال من القرب والكرامة بحقيقة العبودية التي أركانها ثلاثة :
فالعين علمه باللَّه « 1 » ، لأنه نفس العلم الفعلي المخلوق الواقع على المعلوم المشار إليه بقوله : فلما خلق الأشياء وقع العلم منه على المعلوم ، والسمع على المسموع ، والبصر على المبصر « 2 » .
والباء : بونه عن الخلق وانقطاعه عنهم ، لعلمه بأنهم لا يملكون له نفعا ولا ضرا ، وبأنهم فقراء محتاجون أذلاء ، فكيف يسأل محتاج محتاجا ، وأنى يفزع معدوم إلى معدوم .
وبينونة العالي سيما الواقف « 3 » على التطنجين ، والناظر في المشرقين عن السافل بينونة صفة وافتقار ، لا بينونة عزلة وانقطاع ، فإن له قوسي الإقبال والإدبار ، وصفتي الاستفاضة والإفاضة .
والدال دنوه من الخلق لأنه باب حطة الوجود ، وأول عابد للمعبود * ( قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ ) * « 4 » ، وهذه الأركان قد أشار إليها الصادق عليه السّلام « 5 » .


( 1 ) إشارة إلى ما نقل عن الإمام الصادق عليه السّلام كما في « شرح الزيارة الجامعة » : ج 1 / 308 : قال الصادق عليه السّلام في تفسير قوله تعالى : * ( وإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا ) * : « العين علمه باللَّه ، والباء بونه من الخلق ، والدال دنوه من الخالق بلا إشارة ولا كيف » 9 . - ونقل أيضا في مصباح الشريعة باب 100 في حقيقة العبودية . ( 2 ) بحار الأنوار : ج 4 / 71 ، عن التوحيد وفيه : فلما أحدث الأشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم . . . ( 3 ) المراد به أمير المؤمنين عليه السّلام كما نقل عنه في « مشارق أنوار اليقين » في خطبة سماها الطتنجية ، لما فيه : « أنا الواقف على طتنجين أنا الناظر إلى المغربين والمشرقين » . ( 4 ) الزخرف : 81 . ( 5 ) تقدم نقله عن شرح الزيارة للشيخ أحمد الأحسائي : ج 1 ، ص 308 ، ومصباح الشريعة : باب 100 .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 381
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست