responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 372


وعلى الأول ينقسم الربوبية إلى قسمين ومعناه الإشارة إلى ثبوت معنى الربوبية له سبحانه بالمعنى الأوّل بمعنى أنّه ربّ بهذا المعنى ، فربوبيته نفس ذاته تعالى بلا مغايرة بينهما ، بوجه من الوجوه ، فهو حينئذ من الصفات الذاتية التي لا حاجة في اتصافه بها إلى غيره ، ومرجعها إلى العلم والقدرة وسائر الصفات الذاتية .
وأما الربوبية بالمعنى الثاني بمراتبه ودرجاته فهي ثابتة له سبحانه في ملكه ، لا في ذاته .
فاللام للتمليك فهو يملك الربّ والتربية والربوبية كلَّها بغير المعنى الأول في ملكه وخلقه ، وهم الأبواب الذين أمر اللَّه تعالى بمعرفتهم وولايتهم ولا تمسك بحبلهم ، فإن اللَّه تعالى جعلهم أبوابا لفيوضه وأعضادا لبريته ، وأشهادا على خليقته وهم المقامات والعلامات التي لا تعطيل لها في كل مكان ، يعرفهم به من عرفه ، وهم السبيل الأعظم ، والصراط الأقوم ، وشهداء دار الفناء ، وشفعاء دار البقاء .
فالربوبيّة المطلقة المقترنة بالمربوب ولو ذكرا حادثة في عالم الإمكان وهي المشية الكلية ، وأمر اللَّه الفعلي الذي به قامت السماوات والأرض قياما صدوريا ركنيا .
فمن عرفهم فقد عرف اللَّه ، ومن أنكرهم فقد أنكر اللَّه ، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم باللَّه .
وفي الزيارة : « من أراد اللَّه بدأ بكم ، ومن وحّده قبل عنكم ، ومن قصده توجه إليكم » « 1 » .
وذلك أن اللَّه تعالى جعلهم وسائط فيضه ، ومرآة أنوار جلاله وجماله ، وأشهدهم خلق خلقه .


( 1 ) الجامعة الكبيرة .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 3  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست