الدنيا ليس تقوى متق بزائده ، ولا فجور فاجر بناقصه ، وبينه وبينه ستر « 1 » وهو طالبه ، ولو أن أحدكم يتربص « 2 » رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت .
قال أمير المؤمنين عليه السّلام : « فقال اللَّه لهم : قولوا الحمد للَّه على ما أنعم به علينا وذكرنا به من خير في كتب الأولين من قبل أن نكون » .
ففي هذا إيجاب على محمد وآله محمد بما فضّله وفضّلهم وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضّلهم به على غيرهم .
وذلك أنّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال : لما بعث اللَّه تعالى موسى بن عمران واصطفاه نجيا ، وفلق البحر فنجّى بني إسرائيل ، وأعطاه التوراة والألواح رأى مكانه من ربه عزّ وجل فقال : يا ربّ لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي ، فقال اللَّه عزّ وجل : يا موسى ! أما علمت أن محمّدا أفضل عندي من جميع ملائكتي وجميع خلقي ؟ قال موسى : يا ربّ فإن كان محمد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أفضل عندك من جميع خلقك فهل في آل الأنبياء أكرم من آلي ؟ قال اللَّه عزّ وجل : يا موسى ! أما علمت أن فضل آل محمد على جميع آل النبيين كفضل محمّد على جميع المرسلين ؟ فقال : يا ربّ فإن كان آل محمد عندك كذلك ، فهل في صحابة الأنبياء أكرم من صحابتي ؟ قال اللَّه عزّ وجل : يا موسى ! أما علمت أن فضل صحابة محمد على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمّد على جميع آل النبيين ، وكفضل محمّد على جميع المرسلين ؟ فقال موسى : يا رب ! فإن كان محمد وآله وصحبه كما وصفت فهل في أمم الأنبياء أفضل عندك من أمتي ظلَّلت عليهم الغمام وأنزلت عليهم المنّ والسلوى وفلقت لهم البحر ؟ فقال اللَّه : يا موسى ! أما علمت أنّ فضل أمّة محمد على جميع