نعم ربما يقال : إن الوهم الذي ردّه صاحب « الكشاف » هو كون الاستغراق معنى تعريف الجنس لا كونه مستفادا من المعرف بلام الجنس على الشمول والإحاطة .
بل في بعض حواشي « الكشاف » استنباط القول عن ذلك حيث قال : أنه توهم كثير من الناس أن معنى تعريف الجنس هو الاستغراق .
قال : ويبطله أن الاستغراق قد يتحقق في النفي والإثبات وليس معه تعريف أصلا كما في « لا رجل وتمرة خير من جرادة » .
أقول : وهذا بمعزل عما يستفاد من ظاهر العبارة على ما فهمه الناظرون في كلامه أن تعريف الجنس بالاستغراق لم نعرفه من أحد فضلا من أن يعزى إلى توهم كثير من الناس .
وكأنه إنما دعاهم إلى توهم القول والنسبة مجرد تصحيح العبارة وهو كما ترى .
وأما الخلط بين الاستغراق وتعريفه فقد مرت الإشارة إليه .
نعم ، عن الزركشي « 1 » : « يشبه أن يكون مراد الزمخشري أن المطلوب من العبد إنشاء الحمد لا الإخبار به ، وحينئذ يستحيل كونها للاستغراق إذ لا يمكن للعبد أن ينشئ جميع المحامد منه ، ومن غيره بخلاف كونها للجنس وفيه نظر .
