يقدر البصائر والعقول النظر إلى أشعة أنوار شيعتهم فضلا عن حقيقتهم وطينتهم .
كما ورد في « البصائر » و « السرائر » عن الصادق عليه السّلام : « إنّ الكروبيين قوم من شيعتنا من الخلق الأول جعلهم اللَّه خلف العرش لو قسم نور واحد منهم على الأرض لكفاهم .
ثم قال عليه السّلام : إن موسى على نبينا وآله وعليه السّلام لما سأل ربه ما سأل ، أمر واحدا من الكروبيين فتجلى للجبل فجعله دكّا ، وذلك لأنّه مرفوع عن علمنا ، متعال عن إدراكنا ، وهو فوق حقيقة ذواتنا ، ونحن لا ندرك إلا ما هو في مرتبتنا ، ولا نصل إلا إلى مقامنا ودرجة ذواتنا ، ولا نقرأ إلا حروف أنفسنا ، وما منّا - إلا له مقام معلوم » « 1 » .
والجواب عن الثاني : أنّ تفضيل الولاية على النبوة وإن صرّح به البعض كالشيخ ابن أبي الجمهور ، وغيره إلَّا أنّي لم أظفر به في شيء من الأخبار ، ومرادهم على ما صرّحوا به ترجيح الولاية التي هي التصرف والوساطة في الأمور التكوينية والتشريعية على النبوة التي هي مجرد السفارة ، وهذا الترجيح يمكن أن يعتبر بين وصفين من شخص أو شخصين كما هو المشهور عندهم ، والمعروف لديهم ، فإن الولاية المطلقة رياسة عامّة وتصرّف كلي في جميع الأمور التكوينية والتشريعية وهي الوساطة العامّة بين المخلوق والخالق .
ولذا ذكر بعض الأعلام :
« أن الإمامة والولاية والخلافة إذا أخذت على الوجه المطلق كانت شيئا واحدا وألفاظا مترادفة ، وقد تطلق بالمعنى الأخصّ فتكون الإمامة والولاية والخلافة يراد بها التصرف المذكور المأخوذ من النبوة ، بحيث يلاحظ فيها كون
