التوحيد والتفريد ، كما قال اللَّه تعالى : * ( ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّه ) * « 1 » .
وقوله تعالى : * ( قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّه ) * « 2 » .
وقوله سبحانه على ما أخبر به عنه رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « يا ابن آدم ! بمشيتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء ، وبإرادتي كنت أنت الذي تريد لنفسك ما تريد ، وبفضل نعمتي عليك قويت على معصيتي ، وبعصمتي وعفوي وعافيتي أدّيت إلى فرائضي ، فأنا أولى بحسناتك منك ، وأنت أولى بذنبك مني » الخبر « 3 » .
والسادس : بأن المصاحبة والاستعانة مشتركتان في معنى التبرك ، إلا أنك قد سمعت الفرق بينهما بأن الأولى أقرب إلى الشرك ، والثانية أدل على التوحيد .
ومن جميع ما سمعت يظهر وجوه أخر لترجيح كونها للاستعانة على ما ذهب إليه كثير من المتأخرين ، مضافا إلى إشعاره على كونه تعالى هو المفيض للقوى والآلات والأدوات التي بها يتمكن العبد ويقتدر على فعل الطاعات والمعاصي ، بل جميع الأفعال ، وأنّه هو الملهم الموفق لاختيار الحسنات واجتناب السيئات بعد صلوح الآلات والأدوات للأمرين ومعرفته للنجدين ، كما أشير إليه في الحوقلة لا حول من المعاصي ، ولا قّوة على شيء من الطاعات ، بل الأفعال إلَّا بإعانة اللَّه تعالى ، وفي بعض الانتقالات الصلواتيّة : بحول اللَّه وقوّته أقوم وأقعد ، وأنّه تعالى هو القيّوم الحقّ ، والفيّاض المطلق ، فكلّ شيء سواه قام بأمره ، كما في الخطبة العلويّة بلا فرق بين الذوات والصفات والأفعال ، واليه الإشارة بقوله تعالى : * ( ومِنْ آياتِه أَنْ تَقُومَ السَّماءُ والأَرْضُ بِأَمْرِه ) * « 4 » وأنّ ذكر الاسم الكريم عند ابتداء الفعل ، بل
