responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 44


الوقت خلال القتل ثم أحياهم الله تعالى ولذلك قال لا تحسبنّهم أمواتاً .
ويعدّ المنهج هذه الصورة الذهنية مخالفةً للأمر الإلهي ( لا تحسبنَّ ) لأن هذا التصوّر قد حسبهم أمواتاً لمدةٍ قصيرةٍ وبذلك عصى الأمر الإلهي ؟
في هذه الحالة يحتاج المنهج إلى إثبات أن الذين قُتلوا لم يموتوا ، وأن القتل هو غير الموت . وهو إذ يتقيّد بالقرآن فإنَّ النظام القرآني لا يخذله ، ويمكنه إثبات ذلك بعدّة طرقٍ منها :
منها قوله تعالى عن يحيى ( ع ) :
* ( وسلامٌ عليه يوم وُلِدَ ويومَ يموتُ ويومَ يُبعثُ حيّا ) * ( مريم 15 ) ويلاحظ المنهج الاختلاف في زمن الفعلين ( وُلِدَ ) بالماضي و ( يموت ) بالمستقبل ، ويستدلّ منه أن يحيى ( ع ) الذي قتِلَ في سبيل الله لم يمت ولا ذاق الموت إلى حين نزول القرآن ، ولو كان قد مات لقال ( ويوم مات ) تابعاً للزمن الماضي في التركيب ( يوم وُلِد ) . وبالتالي فلا بدَّ له من أن يموت لدخوله في عموم من يذوق الموت كونه نفساً بالقاعدة العامة التي لا يُستثنى منها أحدٌ وهي قوله تعالى :
* ( كلُّ نَفْسٍ ذائقةٌ الموت ) * ( الأنبياء 29 ) نعم . . إنّ التباين في زمن الفعلين ( وُلِدَ ) و ( يموتُ ) لم نجدْ أحداً من المفسِّرين قد ذكر عنه شيئاً فيما توفّر لدينا من المصادر ولم ينتبه له أحد . وجُمعَ عندهم موت يحيى ( ع ) وبعثه في عبارةٍ واحدةٍ هي قولهم ( ويوم يموت ويوم يبعث حياً يوم القيامة ) ولا يعلم القصد من ذلك . ولكنها في كلّ حال لا تعني ما يعنيه المنهج فيما ذكره آنفاً .
ومنها التغاير بين القتل والموت في القرآن ، في قوله تعالى :
* ( أفإنْ ماتَ أو قُتل ) * ( آل عمران 144 ) إذ لو كان كلّ مقتولٍ ميتاً لاكتفى بذكر أحدهما . فإنْ قلتَ : كيف علِمتَ أنَّهُ مقتولٌ في سبيل الله إنْ قُتلَ ؟ قلنا : إنّ الآية هي في النبي ( ص ) ، وهي التي تُخبرنا أنَّهُ إن قُتلَ لا يقْتل إلاَّ في سبيل الله فأعظِمْ به من مديحٍ مُضمرٍ .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست