نام کتاب : الرمز في قصة إبراهيم ( ع ) نویسنده : أحمد العبيدي جلد : 1 صفحه : 35
إبراهيم على من اتسم بها بعده ( هو سماكم المسلمين من قبل ) ، والسمة لا تعدو أن تكون كلمه . . وقد أجمل الحق تعالى ذاكين الشطرين الواردين في دعاء إبراهيم وإسماعيل : ( ربنا واجعلنا . . . ) في آية الكلمات جوابا للدعاء ونتيجة له ، بعبارات لخصت سير إبراهيم ونتائج سيره ، فقد ذكر تعالى - أولا - انه ابتلى إبراهيم بالبلاء المبين الذي بين ما كان طوى إبراهيم في سيره من مراتب في قوله تعالى : ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ) ، ثم عقب - ثانيا - جوابا للشطر الثاني بقوله : ( فأتمهن ) ، ( لان الضمير في أتمهن راجع إليه تعالى كما هو الظاهر ) [72] ، فيكون معنى ( فأتمهن ) : أتم إجابة شطر الدعاء الأول ( واجعلنا مسلمين لك ) بإجابة شطر الدعاء الثاني ( ومن ذريتنا أمه مسلمه لك ) ، إذ اختار من ذريه إبراهيم من يتحقق فيهم دوام الاسلام بمعناه الإبراهيمي ، وهم محمد وعلى وذريتهم من الأئمة المعصومين صلوات اللّه عليهم أجمعين [73] ، ثم بعد ذلك لما كانت الإمامة مضاهية للاسلام بمعناه الكامل ومترتبة عليه ، فان اللّه تعالى بشر إبراهيم بالإمامة تفريعا على الابتلاء ، ( قال : إني جاعلك للناس إماما ) ولما علم
[72] الميزان في تفسير القرآن : 1 / 273 . [73] وفى تفسير العياشي بأسانيد عن صفوان الجمال ، قال : كنا بمكة فجرى الحديث في قول اللّه ( وإذ ابتلى إبراهيم رب ه بكلمات فأتمهن ) ، قال : فأتمهن بمحمد وعلى والأئمة من ولد على في قول اللّه : ( ذريه بعضها من بعض واللّه سميع عليم ) آل عمران : 34 .
نام کتاب : الرمز في قصة إبراهيم ( ع ) نویسنده : أحمد العبيدي جلد : 1 صفحه : 35