نام کتاب : القرآن في الإسلام نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 86
أما الملائكة فقد نرى التصريح في الآيات الماضية بأنها موجودات مستقلة مؤمنة تصدر منها أعمال تحتاج إلى الإرادة والادراك ، وفي القرآن كثير من أمثال هذه الآيات لا يسع البحث سردها كلها . وأما الشياطين فقصة إبليس وعدم سجوده لآدم عليه السلام والمحاورات التي جرت بينه وبين الله تعالى مذكورة في عدة مواضع من القرآن ، فقد قال بعد أن أخرج من صفوف الملائكة ( لأغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلصين ) ، فقال تعالى له ( لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ) [1] . وغير خفي أن الجزاء والعقاب لا يصح الا للمريد الذي يدرك الحسن والقبح ، ومعنى هذا أن الشياطين لها كامل الادراك والإرادة . وفي آية أخرى نرى أن الله تعالى وصف إبليس بالظن الذي هو من مصاديق الادراك فقال : ( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين ) [2] . ويصرح في آية أخرى بأن إبليس يدفع اللوم عن نفسه ، وهذا لا يكون الا ممن يدرك ، وله الإرادة التامة ، فيقول تعالى : ( وقال الشيطان لما قضي الأمر ان الله وعدكم وعد الحق