نام کتاب : القرآن في الإسلام نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 26
للقرآن ظاهر وباطن : يقول الله تعالى في كلامه المجيد : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) [1] . ظاهر هذه الآية الكريمة أنها تنهى عن عبادة الأصنام كما جاء في قوله تعالى ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان ) [2] ، ولكن بعد التأمل والتحليل يظهر أن العلة في المنع من عبادة الأصنام أنها خضوع لغير الله تعالى . وهذا لا يختص بعبادة الأصنام بل عبر عز شأنه عن إطاعة الشيطان أيضا بالعبادة حيث قال : ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان ) [3] . ومن جهة أخرى يتبين أنه لا فرق في الطاعة الممقوتة بين أن تكون للغير أو للانسان نفسه ، فان إطاعة شهوات النفس أيضا عبادة من دون الله تعالى كما يشير اليه في قوله : ( أفرأيت من اتخذ الهه هواه ) [4] . وبتحليل أدق نرى أنه لا بد من عدم التوجه إلى غير الله جل وعلا ، لأن التوجه إلى غيره معناه الاعتراف باستقلاله والخضوع له ، وهذا هو العبادة والطاعة بعينها ، يقول
[1] سورة النساء : 36 ، [2] سورة الحج : 30 . [3] سورة يس : 60 . [4] سورة الجاثية : 23 .
نام کتاب : القرآن في الإسلام نویسنده : السيد الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 26