responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني    جلد : 1  صفحه : 162


أي هوان شديد ، وهذا أظهر في التمثيل من شعر شاعر ، لأن المتبادر من الشعر هو الكلام المنظوم لا المعنى المصدري ( قوله وناقة ضبوث ) وهى التي يشك في سمنها فتضبث : أي تجس باليد ، فلما كان فيها ما يحمل الرائي على جسمها جعلت كأنها تضيث نفسها ، ومنه ناقة حلوب وماء شروب وطريق ركوب ، والمقصود من جعلها مجازا عقليا إبقاء فعول على ما هو المتعارف من كونه بمعنى الفاعل دون المفعول ( قوله إذا رد عافى القدر من يستعيرها ) أوله * فلا تسأليني واسألى عن خليقتي * أي اسأل عن طبيعتى وخلقى أيام الجدب ، وذلك أن العافي بقية المرقة في القدر يرد معها إذا استعيرت ، إما بمعنى السائل كأنها تسإل صاحبها أن يعطيها صاحب القدر ، وإما لأنها خير نام جهة القدر من عفا النبات إذا نما وكثر ، وإما لأنها شئ يسير عافى الأثر فقيل كانوا في السنة الجدبة لايستعيرونها تفاديا عن إعطاء العفاى ، فهو سبب مانع للمستعير من الاستعارة ، فنسب الرد إليه كما ينسب الفعل إلى سببه ، وقيل كانوا إذا استعاروا في القحط قدرا ردوها معها شيئا مما طبخ فيها ، وعلى هذا يكون عافى القدر مفعولا أسكن يه الياء حال النصب كما في " أعط القوس باربها " وجاز تقديمه على الفاعل مع انتفاء الإعراب اللفظي لوجود القرينة المعنوية ، بل وجب ذلك لاشتعمال الفاعل على ضمير راجع إلى متعلق المفعول ، ولم يستحسنه المصنف فاختار التجوز ، إذ لا ظهور للقرينة المعنوية مع جوازه وإسكان المنصوب أيضا قليل مخالف للأصل . الجواب الرابع أن الختم عبارة عن ترك القسر والإلجاء إلى الإيمان فيجوز إسناده إلى الله تعالى حقيقة وتحريره أن الختم على القلوب يستلزم ترك القسر والإلجاء إلى الإيمان ، فمعنى ختم الله على قلوبهم : أنه لم يقسرهم عليه ، وليس هذا : أعني ترك القسر مقصودا في نفسه بل لينتقل منه إلى أن مقتضى حالهم الإلجاء لولا ابتناء التكليف على الاختيار ، وينتقل من هذا المقتضى إلى أن الآيات والنذر لاتغنى عنهم وإن الألطاف لا تجدى عليهم وينتقل من عدم الإغناء والإجداء إلى تناهيهم في الإصرار على الضلال ، فأطلق الختم على ترك القسر مجازا مرسلا ثم كنى به عن ذلك التناهي فيكون هذا وجها مستقلا في الآية كالجواب الثاني ، هذا ما يقتضيه ظاهر قوله عبر عن ترك القسر والإلجاء بالختم إشعار بأنهم الخ ومنهم من قال : حاصله أن الختم المستعار لما مر جعل مجازا عن ذلك

نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست