نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني جلد : 1 صفحه : 154
معنى الاستفهام ، وكذا أم جردت عن معناها وجعلت بمعنى أو لأنها مثلها في إفادة أحد الشيئين ، قال : ويرشدك إلى أن سواء ساد مسد جواب الشرط لاخبر مقدم أن معنى سواء على أقمت أم قعدت ، ولا أبالى أقمت أم قعدت ، واحد في الحقيقة ، ولا أبالى ليس خبرا للمبتدأ بل المعنى : إن قمت أو قعدت فلا أبالى بهما ، وكذا يرشدك إليه قوله : سيان عندي إن بروا وإن فجروا * فليس يجرى على أمثالهم قلم وقبله : أدرت في هذه الدنيا وساكنها * طرفي فأبصرت دارا ما بها إرم الواجدون غنى والعامدون نهى * ليس الذي وجدوا مثل الذي عدموا ليسوا وإن وجدوا عيشا سوى نعم * ليس الذي وجدوا مثل الذي عدموا وإنما خص استعمال الهمزة وأم في هذا المعنى بما بعد سواء ولا أبالى وما يجرى مجراهاما ، لأن المراد التسوية في الشرط بين أمرين ، فاشترط فيما يقع موقع الجزاء أن يشتمل على معنى الاستواء قضاء لحق المناسبة ، ولهذا وجب تكرير الشرط ، ولم يصح لا أبالى أقام زيد ، فعلى ما اختاره هذا الفاضل تكون الجملة الشرطية خبر إن ، والمعنى : إن الذين كفروا إن أنذرتهم أو لم تنذرهم فهما سواء عليهم ( قوله بعلم غير معين ) صح بكسر الياء في نسخة المصنف على صيغة اسم الفاعل : أي بعلم لا يفيد التعيين فيكون الأمران مستويين في العلم بهما والمستفهم طالب لتعيين أحدهما ( قوله والتخفيف أعرب ) أي أفصح وأدخل في العربية من تحقيق الهمزتين وهو جملة معترضة ، وقوله وبتخفيف الثانية شروع في بيان ما ذكر أنه أعرب ( قوله وبحذف حرف الاستفهام ) هذه وما بعدها من الشواذ ، والباقية من السبع المتواترة ، وإنما جعل المحذوف همزة الاستفهام لكثرة حذفها كما في بيت الكتاب : * بسبع المتواترة ، وإنما جعل المحذوف همزة الاستفهام لكثرة حذفها كما في بيت الكتاب : * بسبع رمين لجمر أم بثمان * دون همزة الأفعال ( قوله وإلقاء حركته ) المتبادر من هذه العبارة أنه أراد إلقاء حركة ذلك المحذوف ، أعني حرف الاستفهام ، فتصير القراءة عليهم أنذرتهم بحركة الميم والهمزة جميعا ، وهى مع كونها غير مروية عن أحد مخالفة للقياس وموجبة للثقل فلذلك قيل : إن الضمير إنما هو راجع إلى الحرف الذي بعد حرف الاستفهام فتكون القراءة عليهم أنذرتهم بفتح الميم مع سكون النون بلا همزة أصلا ، ويشهد له قوله ، كما قرئ قد أفلح ( قوله هو لا حن خارج خروجين ) اعتذر عن الأول بأن من قلب الهمزة ألفا أشبع الألف مقدارا زائدا على المعتاد ليكون ذلك فاصلا بين الساكنين ، كما ذكر في قراءة من قرأ محياي بسكون الياء وصلا ، وعن الثاني بأن المتحركة قد تقلب ألفا على الشذوذ وكقول حسان * سألت هذيل رسول الله فاحشة * وقول الفرزدق : * فارعى فزارة لأهناك المرتع * والشاذ لا يكون خارجا عن كلام العرب ، وهذه القراءة من
نام کتاب : الحاشية على الكشاف نویسنده : الشريف الجرجاني جلد : 1 صفحه : 154