responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 86


( وما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلَّا أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً ) . نظر المفسرون ، ومنهم الطبرسي والرازي ، نظروا إلى هذه الآية على انها مستقلة عما تقدمها من الآيات ، وقالوا في تفسيرها : ان مشركي قريش لم يؤمنوا بمحمد ( ص ) لأنهم كانوا يعتقدون بان الرسول يجب ان يكون من جنس الملائكة ، لا من جنس البشر . . وهذا تفسير بعيد عن الآية لوجوه :
« منها » : ان مشركي قريش كانوا يعتقدون بنبوة إبراهيم ، وبأنهم من نسله « مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ » - 78 الحج .
و « منها » ان قول المشركين لن نؤمن لك حتى تفجر الخ يدل انهم كانوا يؤمنون برسالة البشر ، ولكنهم يشترطون في النبي ان يكون من الأغنياء : « وقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ » - 31 الزخرف . ومرادهم بالرجل العظيم الوليد بن المغيرة من زعماء مكة ، أو عروة بن مسعود من زعماء الطائف .
و « منها » : انه لو كان معنى الآية ما قاله المفسرون لكان المشركون معذورين في انكارهم نبوة محمد ( ص ) لأنهم فعلوا ما يعتقدون ، مع ان اللَّه سبحانه وصفهم في أكثر من آية بأنهم يبدون غير ما يخفون : « بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ » - 28 الانعام « وجَحَدُوا بِها واسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وعُلُوًّا » - 14 النمل . » ونخلص من هذا إلى ان المعنى الصحيح لتفسير الآية ان المشركين لما قامت الحجة عليهم بنبوة محمد ( ص ) وعجزوا عن ردها لجأوا إلى التضليل والتمويه على الجهلاء والبسطاء شأن المبطل العاجز ، وقالوا في مكر وخداع : ان اللَّه لا يبعث للناس رسولا من البشر ، بل من الملائكة ، قالوا هذا ، وهم يعلمون بأنهم لكاذبون ، ولذا قال سبحانه : ( إِلَّا أَنْ قالُوا ) ولم يقل الا ان ظنوا ونحوه اشعارا بان انكارهم انما هو مجرد عناد وقول من غير اعتقاد .
( قُلْ لَوْ كانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ » - أي لو كانوا من أهل الأرض يسعون فيها كالآدميين - « لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً ) . لقد شاءت حكمته سبحانه وتعالى ان يبعث رسله إلى خلقه من جنس المرسل إليهم ، فان كانوا بشرا فرسولهم منهم وإليهم ، وان كانوا ملائكة فكذلك ، لان الجنس إلى الجنس أميل : « لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ » - 164 آل عمران . والمشركون يعرفون ذلك ولكنهم يمكرون ويخادعون . وتقدم

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست