responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 69


7 - للإنسان حياة أخرى هي ساحة الحكم والجزاء على ما قدمه في حياته الأولى . . إلى غير ذلك من النعم التي أشار إليها سبحانه بقوله : « وإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها » - 34 إبراهيم .
( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتابَهُمْ ) .
الإمام من يؤتم به ، ويؤتمر بأمره وحيا كان أو انسان أو عقلا أو هوى ، وفي الحديث : « يدعى الناس يوم القيامة بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيّهم » .
والمراد بالكتاب في الآية كتاب الأعمال ، وأصحاب اليمين هم أهل الطاعات والحسنات ، وأصحاب الشمال هم أهل المعاصي والسيئات ، والمعنى أن المنادي ينادي يوم القيامة : أين اتباع الأنبياء والمصلحين ؟ أين العاملون بوحي العقل والدين ؟ . فيأتون ويأخذون كتاب الحسنات وثوابها بأيمانهم فرحين مستبشرين ، ينادي المنادي وأيضا : أين أتباع الظلمة الطغاة وأعوانهم ؟ أين الخائنون والمفسدون ؟ . فيأتون ويأخذون كتاب السيئات وعقابها بشمائلهم أذلاء خاسئين ( ولا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) . الفتيل تعبير عن الشيء الحقير التافه ، والمعنى أن اللَّه يجزي كلا بعمله ، لا ينقص من ثواب من أحسن ، ولا يزيد في عقاب من أساء .
( ومَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمى وأَضَلُّ سَبِيلاً ) هذه إشارة إلى الدنيا ، والأعمى فيها عند اللَّه سبحانه هو الذي يتخبط في الجهالة والضلالة ، وأبلغ وصف له ما قاله الإمام علي ( ع ) : « جائر عن القصد مشغوف بكلام بدعة ، ودعاء ضلالة ، فهو فتنة لمن افتتن به ، وضال عن هدى من كان قبله ، مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته » . ويتلخص معنى الآية بأن من ساء عمله في هذه الحياة ساء مصيره في الآخرة . وتدل هذه الآية دلالة واضحة على أن كل ثواب أو عقاب في الآخرة يرتبط ارتباطا كليا ووثيقا بالعمل في الحياة الدنيا ، ومن هنا قيل : الدنيا مزرعة الآخرة ، وكفى دليلا على ذلك قول الرسول الأعظم : « يحشر الناس على نياتهم » . انظر تفسير الآية 142 من آل عمران ج 2 ص 165 .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست