responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 55


لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ومِنْ خَلْفِهِمْ وعَنْ أَيْمانِهِمْ وعَنْ شَمائِلِهِمْ » - 17 الأعراف .
( رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ) . اللَّه عالم وعادل وحكيم ، يعلم أحوال عباده : ما يصلحهم وما يفسدهم ، ويعاملهم بعدله وحكمته ، فيرحم من يستحق الرحمة ، وهو من يمتثل ويطيع ، ويعذب من يستحق العذاب ، وهو من يعصي ويتمرد ، هذا بعد ان يلقي عليه الحجة بتبليغ الحلال والحرام بلسان النبي الكريم ( وما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً ) بل مبلغا وكفى :
« فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وعَلَيْنَا الْحِسابُ » - 40 الرعد .
( ورَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ ولَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً ) اللَّه يعلم أهل السماء والأرض ، ويعلم مؤهلات كل واحد منهم ، وعلى أساسها يصطفي من الملائكة رسولا إلى أنبيائه كجبريل ( ع ) ، ويبعث من البشر رسلا مبشرين ومنذرين ، وكما فضل بعض الملائكة على بعض فقد فضل أيضا بعض الأنبياء على بعض .
وتسأل : ان الإسلام يقوم على مبدأ المساواة ، فما معنى هذا التفضيل ؟ . ثم كيف يتحقق التفضيل ويتصور بين الملائكة ، وبين الأنبياء ، مع العلم بأن الجميع عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ؟ .
الجواب : اجل ، لا تفضيل على أساس الطاعة والعصمة والولاية من حيث هي ، بل من حيث وصفها تماما كالذهب . . فإنه ثمين بشتى افراده ، ولكن بعضها أثمن من بعض ، وهكذا سائر الأشياء الحسنة الجميلة فإنها تتفاوت في مقدار الجمال ودرجاته ، لا في كنهه وحقيقته ، ومن هنا قيل : نور على نور . .
وخير على خير .
سؤال ثان : لما ذا أفرد اللَّه داود بالذكر ، وقال : وآتينا داود زبورا . مع انه آتى موسى التوراة وعيسى الإنجيل ومحمدا القرآن ؟ .
الجواب : أفرد داود بالذكر للرد على المشركين الذين قالوا : كيف يكون محمد نبيا ، وقد عاش يتيما فقيرا ؟ . ووجه الردّ أن المعنى انه سبحانه يجعل رسالته عند من يستحقها سواء أكان المستحق يتيما عفيرا كمحمد ، أم كان غنيا كداود . . وفي كثير من كتب السير والتاريخ يعبر عن داود النبي بداود الملك .
( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ ولا تَحْوِيلاً ) .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست