responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 493


- ( قالَ رَبُّ السَّماواتِ والأَرْضِ وما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ) . قال موسى :
ان اللَّه لا يعرف إلا بأوصافه وآثاره ، ومنها خلق هذا الكون العجيب في ترتيبه ونظامه . . فتفكروا وتدبروا ان كان لكم عقول تدرك ان هذا النظام لا يكون إلا بقدرة عليم حكيم .
- ( قالَ » - فرعون - « لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ ) . اسمعوا وتعجبوا . . ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين .
- ( قالَ رَبُّكُمْ ورَبُّ آبائِكُمُ الأَوَّلِينَ ) . قال موسى مصرا ومؤكدا : ان اللَّه هو خالق الكون ، وخالقكم ، وخالق آبائكم ، وخالق فرعون هذا الذي ترببون وتعبدون .
- ( قالَ » - فرعون - « إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ) . . موسى مجنون في منطق فرعون . . ولما ذا ؟ لأنه يقول : فرعون مربوب وليس برب ، ومخلوق لا خالق . . وعلى هذا المنطق الفرعوني كل من ادعى شيئا ليس فيه ، فمن يدعي العلم وهو جاهل ، أو الإخلاص وهو خائن ، أو الصدق وهو كاذب فإنه على ملة فرعون وسنته . . ولو وجد هذا الدعي من يصدقه لقال : أنا ربكم الأعلى . . ما علمت لكم من إله غيري تماما كما قال فرعون .
( قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ وما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) . أصر موسى على موقفه وان اللَّه هو خالق كل شيء ، وأشار إلى شروق الشمس وغروبها ، حيث لا يجرأ فرعون أن يقول : انه يأتي بها من المشرق ، ويرسلها إلى المغرب . .
ولذا بهت حين سمع هذه المقالة من موسى ، تماما كما بهت نمرود من قبله حين تحداه إبراهيم الخليل ( ع ) بقوله : « فَإِنَّ اللَّهً يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ » - 258 البقرة .
ولما أفرغ فرعون ما في كنانته اضطربت نفسه ، وأخذ يهدد ويتوعد ( قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ) . . السجن والتنكيل والتعذيب هو السلاح الوحيد لكل طاغ وباغ منذ القديم ضد الحق والعدل والحرية . . ولكن جهاد المحقين الأحرار وصمودهم يجعل سلاح الطغاة يرتد إلى نحورهم وصدورهم ،

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 493
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست