خبرها ، ويومئذ تأكيد ليوم يرون . وحجرا محجورا منصوب على المصدر بفعل لا يذكر لفظا مثل معاذ اللَّه . وأصحاب الجنة مبتدأ وخير خبر ويومئذ متعلق به .
ومستقرا ومقيلا تمييز . الملك مبتدأ ، والحق صفة ، وللرحمن خبر ، ويومئذ متعلق بما تعلق به للرحمن . وكان يوما عسيرا اسم كان ضمير مستتر يعود إلى يوم تشقق السماء . ويا ليتني ( يا ) للتنبيه أي ليتني . يا ويلتا تقدم في الآية 31 من سورة المائدة .
المعنى :
( وقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا ) . ما زال الكلام عن المشركين الذين لا يرجون ثواب الآخرة ، ولا يخافون عقابها ، وقد حكى سبحانه في هذه الآية انهم اقترحوا إنزال الملائكة عليهم لتخبرهم بأن محمدا ( ص ) نبي ، أو يأتي اللَّه بنفسه ويخبر هو مباشرة . وتقدم نظيره في الآية 92 من سورة الإسراء .
( لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً ) . وأي استكبار وطغيان وجهل وغرور أعظم من هذه الجرأة واقتراحهم أن يروا اللَّه جهرة ، ويكلمهم مشافهة ؟
ولا فرق بينهم وبين من قالوا : لا نؤمن باللَّه لأنّا لا نراه . . ولكنهم في الوقت نفسه يؤمنون بأشياء لا تقع تحت حاسة من الحواس .
لقد زعم الماديون انه لا شيء إلا الطبيعة العمياء ، فهي التي أوجدت نفسها ، أو أوجدتها الصدفة ، وهي نظمت ورتبت هذا الكون العجيب ، وهي التي خلقت العقل والسمع والبصر ، أي ان الطبيعة - في منطقهم - قادرة على كل شيء ، ولكنها لا تدرك شيئا ، وبهذا ناقضوا أنفسهم ، لأن اعترافهم بوجود النظام هو بذاته اعتراف بوجود قوة قادرة عالمة ، وقولهم : لا شيء إلا الطبيعة العمياء هو انكار ونفي لهذه القوة ، ومعنى هذا ان الطبيعة تدرك ولا تدرك ، وتعلم ولا تعلم .
( يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ ) اقترح المشركون أن تنزل عليهم الملائكة ، فأجاب سبحانه بأن لهم يوما يرون فيه الملائكة ، وهو يوم القيامة