responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 456


هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ) . ذكر سبحانه في الآيات السابقة المشركين وأقوالهم عن رسول اللَّه ( ص ) وما يلاقونه غدا من عذاب الحريق ، وفي الآيات التي نحن بصددها ذكر جل وعز انه يوم القيامة يجمع بين المشركين والذين اتخذوهم شركاء للَّه ، ثم يسأل سبحانه الفريق المعبود على مسمع ومرأى من الفريق العابد المشرك ، يسألهم :
أأنتم غررتم بهؤلاء الضالين ، وقلتم لهم : نحن شركاء للَّه ؟ والغرض من هذا السؤال تبكيت المشركين وتأكيد الحجة التي لزمتهم بلسان الأنبياء والرسل .
( قالُوا سُبْحانَكَ ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ ) . أجاب الفريق المعبود : تنزهت يا إلهنا وتعاليت عن الشريك . . كيف ندعو إلى عبادتنا ونحن نوحدك ونعبدك بصدق واخلاص ، ونخاف عقابك ، ونرجو ثوابك ، ولا نستعين بأحد سواك . . وفي هذا الجواب تقريع وتوبيخ للمشركين تماما كما في السؤال ( ولكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وآباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وكانُوا قَوْماً بُوراً ) ما زال الكلام للفريق المعبود ، ومعناه نحن ما أضللنا المشركين ، ولكن حكمتك يا إله العالمين قضت أن تمهلهم وآباءهم ، وأن تنعم عليهم بطول العمر والأموال والأولاد عسى أن يتوبوا ويستغفروا ، ولكنهم انصرفوا عنك إلى الدنيا وملذاتها ، فكانوا من الهالكين بتقصيرهم وسوء اختيارهم .
( فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً ولا نَصْراً ) . الخطاب من اللَّه للمشركين ، والمعنى كنتم أيها المشركون تقولون : نحن نعبد من نعبد ليشفعوا لنا عند اللَّه ، ويقربونا منه زلفى . . فما ذا رأيتم ؟ لقد تبرأوا منكم ، وكذبوكم في أقوالكم وأباطيلكم ، وهذا العذاب ينزل بكم ، ولا دافع يدفعه عنكم أو ناصر ينصركم من اللَّه ( ومَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً ، كَبِيراً ) ولا شيء أكبر وأعظم من نار جهنم ، وهي الجزاء لكل ظالم ومجرم .
( وما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ ويَمْشُونَ فِي الأَسْواقِ ) . نفى المشركون النبوة عن محمد ( ص ) لأنه يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ، فقال سبحانه ردا عليهم : وأية غرابة في ذلك ؟ فجميع الأنبياء من قبله كانوا يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ، ومنهم من تعتقدون أنتم أيها المشركون بنبوتهم كإبراهيم وإسماعيل ( ع ) . أنظر تفسير الآية 7 من هذه السورة .
( وجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً ) . المراد بالفتنة هنا الامتحان والاختبار . . ان

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 456
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست