responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 452


ويجعل بالجزم عطفا على جعل لأنها جواب ان الشرطية فهي مبنية لفظا مجزومة محلا . ومنها متعلق بمحذوف حالا من ( مكانا ) ومكانا ظرف لألقوا . ومقرنين حال من واو ألقوا . وثبورا مفعول به . وخالدين حال من واو يشاؤن . واسم كان على ربك ضمير مستتر يعود إلى ما يشاؤن أي كان الذي يشاؤنه وعدا على ربك .
المعنى :
ان حكمة اللَّه في إرسال رسله إلى الناس هي أن يبيّنوا لهم ما يصلحهم وما يفسدهم ليكونوا على بصيرة من أمرهم ، ويكون لهم على اللَّه الحجة حين الحساب والجزاء ، ولا تتحقق هذه الحكمة إلا إذا كان الرسول واحدا من الناس في حياته وطبيعته وغرائزه ، ولو كان من غير جنسهم وطبيعتهم لنفروا منه ، ولم يركنوا إليه ركونهم إلى من هو مثلهم يتكلم كما يتكلمون ، ويفعل كما يفعلون ، ويتأثر بهم ويتأثرون به . . أجل ، يجب أن يبلغ الرسول من الكمال أقصى ما يبلغه إنسان في حدود الإنسانية وصفاتها وطاقاتها ، لأن الكمال هو القوة التنفيذية لرسالته وتعاليمه . أنظر تفسير الآية 35 من سورة طه فقرة « حقيقة النبوة » . . وبعد هذا التمهيد ننظر إلى أقوال المشركين واعتراضاتهم على نبوة محمد ( ص ) وهي :
1 - ( وقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ ويَمْشِي فِي الأَسْواقِ ) . يريدون من رسول اللَّه أن يحتجب في برج من العاج ، ودونه الحراس والحجاب ، تماما كما يفعل الملوك والجبابرة . . وجهلوا أو تجاهلوا ان صاحب الرسالة أيا كان ، نبيا أو غير نبي ، لا يمكنه أن يؤدي رسالته إلا إذا كان مع الناس في تجاربهم وأعمالهم ، وكيف يستجيبون له ، وهو عنهم في حجاب ، أو من عالم غير عالمهم .
2 - ( لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً ) . من مقترحات المشركين على محمد ( ص ) أن يكون معه أحد الملائكة . . ولا بدع ، فمن جعل للَّه شريكا في خلقه فبالأولى أن ينكر نبوة محمد إذا لم يكن معه شريك في تأدية الرسالة ، ومن قبلهم قال فرعون عن موسى : « فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ » - 53 الزخرف » .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست