responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 449


والأصنام التي تعبدونها أيها المشركون لا تقدر على شيء من ذلك فكيف تكون آلهة ؟ .
ولما كان هذا الرد حجة واضحة تدمغ المشركين ، ولا تدع لهم مجالا للإنكار والجدال فقد لجأوا إلى المناورات والافتراءات ( وقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ ) . هذا إشارة إلى القرآن ، وفاعل افتراه ضمير مستتر يعود إلى محمد ( ص ) ، والهاء تعود إلى القرآن . . لما ضاق أعداء الحق بالقرآن ومن أنزل على قلبه قالوا : ألفاظ القرآن وصياغتها من صنع محمد ، أما محتواه من أحكام ومواعظ وقصص وغيرها فهو من أهل الكتاب ، فلقد كانوا يمدون بها محمدا ، وهو بدوره يصوغها ببلاغته ، وينسبها إلى اللَّه . . ولا هدف له من وراء ذلك إلا شهوة الرياسة ، وحب التفوق والامتياز على الناس . . والذين ابتدعوا هذه الفرية هم بالذات أصحاب المناصب والامتيازات الذين غلبت عليهم شقوتهم وشهوتهم للسيادة والسيطرة على الفقراء والمستضعفين ، ابتدعوا هذه الفرية وهم على يقين من ان محمدا هو الصادق الأمين ، وان القرآن لا يشبه كلام الآدميين ، فلقد تحداهم به محمد من قبل ، وحاولوا فعجزوا . . ولو صح ان رسول اللَّه ( ص ) استعان على القرآن بأهل الكتاب لكان الأولى أن يستعين المشركون باليهود ويأتوا بسورة من مثله ، لأن المشركين واليهود قد تحالفوا وتكاتفوا ضد محمد والمسلمين ، ولكن ما ذا يصنعون ، وقد عجزوا عن مقابلة الحجة بالحجة ؟
هل ينقادون ويسلمون ؟ كيف ، والإسلام يساوي بين السيد القرشي والعبد الحبشي ، ولا يرى فضلا لمخلوق على مثله إلا بالتقوى ، ويحرم الظلم والاستغلال الذي تقوم عليه حياة المفترين والمعاندين ؟ . . إذن ، لا وسيلة للاحتفاظ بحياتهم هذه إلا الإشاعات والافتراءات ، والا ان يقال عن محمد ( ص ) : انه ساحر . .
كذاب . . مجنون . . وعن القرآن : انه أساطير الأولين ، جمعها محمد من هذا وذاك .
( فَقَدْ جاؤُوا ظُلْماً وزُوراً ) . أتوا ظلما عظيما للَّه ولرسوله ولأنفسهم التي ساقوها إلى موارد التهلكة ، وأتوا زورا واضحا بنسبة الإفك إلى القرآن . . وكلمة الظلم والزور تشعر بأنهم نسبوا الافتراء إلى الرسول الأعظم ( ص ) وهم يعلمون انهم لكاذبون . . وتجدر الإشارة إلى ما يجتره اليوم أعداء الإسلام ، ورددوه قبل اليوم - من ان محتوى القرآن مصدره التوراة والإنجيل - فهذا امتداد لما قاله الظالمون

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 449
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست