responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 428


والنظر . . بعد أن ذكر سبحانه الذين لا تلهيهم تجارة عن ذكر اللَّه ، وانه يجزيهم أحسن ما عملوا ذكر هؤلاء الجاحدين ، وانهم وثقوا بالباطل ، واعتقدوه حقا ينفعهم عند اللَّه ، تماما كالظامئ يثق بالسراب الغرّار الخدوع ، فإذا أراد أن ينهل منه وجده هجيرا يزيده ظمأ على ظمأ . . ولا يختص هذا الوصف بمن كفر باللَّه أو بنبوة محمد ( ص ) . . كلا ، فإنه ينطبق على الكثيرين من أمة محمد ( ص ) الذين يظنون بأنفسهم الخير والتقوى ، وهم مطية الشيطان ، وأعداء الرحمن . .
وهل يجتمع الخير والتقوى مع الغرور والحقد على عباد اللَّه ، والتكالب على الدنيا وحطامها ؟ .
( ووَجَدَ اللَّهً عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ واللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ ) . وجد اللَّه أي وجد حسابه وجزاءه ، وضمير عنده يعود إلى العمل ، أو إلى المجيء الذي دلت عليه كلمة جاءه ، والمعنى ان الكافر يعتقد ، وهو في دار الدنيا انه سوف ينجو من عذاب اللَّه بما قدم من صالح الأعمال . . ولكنه حين يقف بين يدي اللَّه لنقاش الحساب لا يجد شيئا مما توهم وتخيل ، بل يجد ذنوبا وآثاما ، وحسابا وعقابا ، وخاب منه الأمل تماما كما خاب من وثق بالسراب .
( أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها ) . بحر عميق الغور ، تتراكب فوقه الأمواج الواحدة فوق الأخرى ، وفوق الجميع سحاب ثقيل كثيف . . وهذا أبلغ تشبيه لأهل الشهوات والأهواء الذين غرقوا في بحر القبائح والرذائل : كذب ورياء وحقد ودس وغرور وكبرياء وطمع وحرص . . إلى ما لا نهاية ، ومن عاش في هذه الظلمات التي لا يرى فيها شيئا كيف يرى الحقيقة ويدركها ؟
( ومَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ ) . قال الطبرسي : المراد من لم يجعل اللَّه له نجاة في الآخرة فلا نجاة له . والذي نفهمه نحن ان الذين لا يهتدون إلى طريق الحق الذي أرشدهم اللَّه إليه فإنهم يعيشون في حيرة الجهل والضلالة .
( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهً يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ والطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وتَسْبِيحَهُ واللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ ) . انظر الآية 44 من سورة الإسراء ،

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 428
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست