responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 374


الحلوى والعسل ، وكان يحبهما ، وأكل لحم الجزور والضان والدجاج ، وأكل القثاء والبطيخ بالرطب ، والتمر بالزبد وكان يحبه ، وأكل الخبز باللحم والكبد المشوية ، والثريد بالسمن . . وعلى الإجمال كان هديه ( ص ) أكل ما تيسر ، ولبس ما تيسر ، فان أعوزه صبر . . وأطيب الأشياء على الإطلاق هو الأكل من كد اليمين وعرق الجبين ، قال الرسول الأعظم : من أطيب ما أكل الرجل من كسبه .
( وإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ) . لكلمة الأمة معان ، منها الجماعة كقوله تعالى : « كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها » - 38 الأعراف ، ومنها الحين كقوله : « وادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ » - 45 يوسف أي بعد حين ، ومنها الملة كما في الآية التي نحن بصددها . وهذه في الآية إشارة إلى ملة الأنبياء أجمعين ، والخطاب في أمتكم لكل الناس بدليل قوله تعالى بلا فاصل : « فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ » الخ ، والمعنى لما ذا يتباغض الناس ويتفرقون شيعا ، فطائفة تنتسب إلى موسى ، وثانية إلى عيسى ، وثالثة إلى محمد مع ان ربهم واحد ، ودينهم واحد ، والهدف منه واحد ؟ وفي الحديث : الأنبياء إخوة من علات ، أمهاتهم شتى ، ودينهم واحد .
وتسأل : ان شرائع الأنبياء متعددة ومتفاوتة ، فكيف يكون دينهم واحدا ؟ .
الجواب : ان الاختلاف في الشريعة لا يستدعي الاختلاف في الدين ، ما دامت الأصول واحدة - مثلا - قوانين الدول المسيحية كثيرة ومتفاوتة ، ومع هذا تجمعهم عقيدة دينية واحدة .
( فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) . ضمير تقطعوا وما بعده يعود إلى أتباع الأنبياء ، والمراد بالزبر الكتب ، والمعنى ان الأنبياء على دين واحد ، ولكن أتباعهم على أديان شتى ، فقد اتبع كل فريق كتابا يؤمن به ويكفر بسواه ، فاليهود آمنوا بالتوراة بعد أن حرفوها ، وكفروا بالإنجيل والقرآن ، والنصارى حرفوا الإنجيل وآمنوا به وبالتوراة المحرّفة ، وكفروا بالقرآن . أنظر ما كتبناه بعنوان « كل يعزز دينه » ج 1 ص 181 .
( فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ ) . بعد ان بلغهم النبي ( ص ) رسالات ربه ، وألقى إليهم المعذرة بما حذر وأنذره أمره اللَّه سبحانه ان يعرض عنهم ، ويدعهم بما هم فيه من الغفلة والضلال . . وهذا تهديد ووعيد بدليل قوله تعالى بلا فاصل

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست