responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 36


البر بهما والإحسان إليهما . وجاء في الحديث : « ان رجلا جاء إلى النبي ( ص ) يستأذنه بالجهاد معه ، فقال له : أحيان والداك ؟ . قال : نعم . قال : ففيهما جاهد » .
وقوله تعالى : كما ربياني صغيرا يشير إلى انهما عند صغره آثراه على أنفسهما ، فسهرا الليالي كي ينام ، وجاعا كي يشبع ، وتعريا كي يكتسي ، وهذا دين في عنقه ، عليه أن يفي به حين يقوى ويضعفان ، وان يعاملهما عند كبرهما تماما كما عاملاه عند صغره ، ولهما فضل السبق والتقدم .
قال الإمام زين العابدين ( ع ) يدعو لوالديه : « يا إلهي أين طول شغلهما بتربيتي ؟
وأين شدة تعبهما في حراستي ؟ وأين إقتارهما على أنفسهما للتوسعة عليّ ؟ هيهات ما يستوفيان مني حقهما ، ولا أدرك ما يجب علي لهما ، ولا أنا بقاض وظيفة خدمتهما » .
يضحي كل من الأب والأم بالنفس والنفيس في سبيل الولد ، ثم لا يبتغي منه جزاء ولا شكورا ، وكل ما يتمناه أن يكون ولده شيئا مذكورا . . وقد ابتلاني اللَّه بأن أكون أبا ، ولكن أبوي لم يبتليا بي ، لأني عشت يتيم الأب والأم ، وأقول : ابتلاني لأني لا أرى السعادة في شيء من أشياء هذه الحياة إلا في هناء ابني وابنتي . . فابتسامة واحدة من أحدهما تعادل عندي الدنيا بما فيها ، وما تألم أحدهما إلا أحسست بأن يدا تنتزع نفسي من بين جنبي .
( رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً ) .
ان اللَّه سبحانه يعلم النوايا تماما كما يعلم الأقوال والأفعال ، ويجازي كلا حسب نيته ، ومن أساء ثم تاب وأناب فان اللَّه غفور رحيم ، وهذا تحذير من اللَّه سبحانه لمن عق والديه ، وكان وجودهما ثقيلا عليه ، كما انه تحذير على ترك الإخلاص في جميع الأقوال والأفعال .
الوصايا العشر الآية 26 - 39 وآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ والْمِسْكِينَ وابْنَ السَّبِيلِ ولا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ( 26 ) إِنَّ

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست