responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 332


منها الآية 21 و 112 و 181 من سورة آل عمران ، والآية 154 من سورة النساء ، بالإضافة إلى ان تاريخ البشرية القديم والحديث مفعم بالمظالم والاعتداءات على المتقين والمخلصين . . فما هو وجه الجمع بين الآيات الدالة على ان اللَّه ينصر أهل الحق والآيات التي أخبرت عن قتل الأنبياء ؟
الجواب أولا : ان آيات النصر تدل بسياقها على انها خاصة ببعض الأنبياء دون بعض ، كنوح وهود وصالح ولوط ومحمد ، ويومئ إلى ذلك قوله تعالى :
« واللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ » - 13 آل عمران ، والآيات التي نحن بصددها تدل على ان محمدا ( ص ) والصحابة هم المقصودون بقوله تعالى : « إِنَّ اللَّهً يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا » لأنهم هم الذين أخرجوا من ديارهم لا لشيء إلا لأنهم قالوا ربنا اللَّه ، وقد جاء في كتب الصحاح ان هذه الآيات نزلت حين هاجر النبي من مكة إلى المدينة .
ثانيا : ان المحق المخلص لا يخلو من ناصر ينصره بيده أو ماله أو لسانه ، ولا نعرف مجتمعا اتفق جميع أفراده ضد من نطق بكلمة الحق والعدل . . أجل ، ان كثيرا من المحقين قتلوا وأسروا وشردوا ، ولكن اللَّه عز وجل قد أتاح لهم أنصارا يعلنون ظلامتهم ، ويشيدون بعظمتهم ، ويدينون أعداءهم بحجج دامغة ، وأدلة قاطعة ، وهذا مظهر من مظاهر النصر ، وقوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهً لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ) تعليل لقوله : ( إِنَّ اللَّهً يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ) ويشعر هذا التعليل بأن على من آمن باللَّه ان يناصر المؤمن بما يملك من أسباب النصر ، وأدناها ان يدافع عنه إذا ذكر أمامه بسوء ، والا فهو خوان كفور . . وفي الحديث الصحيح : الساكت عن الحق شيطان أخرس .
ثالثا : لو كان مجرد الايمان باللَّه يدفع العدوان والنكبات عن المؤمن - ان صح التعبير - لآمن كل الناس ايمانا تجاريا تماما كمن يبيع دينه وضميره لكل من يدفع الثمن .
رابعا : ان الايمان الحق أن نطيع اللَّه في جميع أحكامه وأوامره ، وقد أمر سبحانه إذا أردنا أمرا أن نتبع الأسباب الطبيعية التي جعلها مؤدية إلى ما نريد ، وقد حدد سبب النصر بوحدة الكلمة ، وأعداد القوة ، قال تعالى : « ولا تَنازَعُوا

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست