responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 275


وتسأل : ان كان تقدير الكلام كل واحد منهما فينبغي أن يقول يسبح ، وان كان التقدير كلاهما فينبغي ان يقول يسبحان ، فما هو الوجه في قوله يسبحون بضمير الجمع ؟ .
وأجاب المفسرون بأجوبة أرجحها ان لكل من الشمس والقمر منازل ومطالع ، وقد أعاد سبحانه ضمير الجمع على كل منهما باعتبار منازله .
( وما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ ) . قال الطبرسي :
لما تضايق مشركو قريش من محمد ( ص ) قالوا : نتربص به الموت . فنزلت هذه الآية لتجيبهم بأنه لا نجاة لأحد من الموت ، وهل إذا مات رسول اللَّه ( ص ) تخلدون بعده أيها المشركون ؟ وسياق الآية لا يأبى ما قاله الطبرسي ( كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ) فهو طالب حثيث لا يفوته المقيم ، ولا يعجزه الهارب ، وأكرم الموت الاستشهاد من أجل احقاق الحق وإبطال الباطل .
( ونَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ والْخَيْرِ فِتْنَةً وإِلَيْنا تُرْجَعُونَ ) . ان اللَّه سبحانه يبتلي عباده بما يحبون وما يكرهون ، ليظهر كلّ على حقيقته ، فمن شكر عند الرخاء ، وصبر عند الشدة فهو من المخلصين المؤمنين ، وله أجرهم وثوابهم ، ومن كفر وبطر فهو من الذين حقت عليهم كلمة العذاب . وقيل : ان أمير المؤمنين عليا مرض ، فعاده أصحابه ، وقالوا : كيف أنت يا أمير المؤمنين ؟ قال : بشرّ . قالوا :
ما هذا كلام مثلك . قال : ان اللَّه تعالى يقول : ونبلوكم بالشر والخير فتنة ، فالخير الصحة والغنى ، والشر الفقر والمرض . وقال أيضا : من وسّع عليه في دنياه ، ولم يعلم انه قد مكر به فهو مخدوع عن عقله . . وكلمة فتنة في الآية تأكيد لنبلوكم لأن معنى الفتنة هنا الابتلاء والاختبار ، يقال : فتن الصائغ الذهب إذا أذابه ليختبر جيده من رديئه .
( وإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ ) . كفروا باللَّه ، وآمنوا بالأحجار فدعاهم النبي ( ص ) إلى الايمان باللَّه وحده ، ونبذ الأحجار ، فسخروا منه ومن دعوته إلى الحق الواضح ، ومن قوله : ان أصنامهم وأحجارهم لا تضر ولا تنفع . . وقال بعض المفسرين :
« وهذا أمر عجيب جد عجيب » . . ولا عجب فهذا شأن كل من استهوته

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست