responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 271


للَّه في خلقه ؟ فأين الدليل ؟ ( هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ ) القرآن ( وذِكْرُ مَنْ قَبْلِي ) الكتب السماوية الأخرى كلها تأمر بالتوحيد ، وتنهى عن الشرك ، وإذا انتفى الدليل على الشرك من العقل والنقل تعين أن يكون مصدره العمى والجهل ( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ ) . هذا تقريع وتوبيخ على جهلهم وضلالهم .
( وما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهً إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) .
هذه الآية بيان وتفسير للآية التي قبلها ، فالأولى تقول : لا أثر للشرك في كتب اللَّه ، وهذه تقول : ما أرسل رسولا إلا بالتوحيد ، والإخلاص للَّه في العبادة .
( وقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ ) . قال اليهود أو طائفة منهم : عزير ابن اللَّه . وقالت النصارى : المسيح ابن اللَّه . وقالت بعض قبائل العرب : الملائكة بنات اللَّه . . فرد اللَّه على الجميع بأن هؤلاء الذين ذكرتم هم عباد ، لا أولاد ، ولهم عند ربهم منزل كريم . ومن الطريف ما جاء في تفسير الطبري نقلا عن الذين قالوا : الملائكة بنات اللَّه : « ان اللَّه تزوج الجن فأولدهم الملائكة » والى هذا يومئ قوله تعالى : « وجَعَلُوا بَيْنَهُ وبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً » - 158 الصافات .
ثم بيّن سبحانه السبب لمنزلة عزير والمسيح والملائكة عند اللَّه ، بيّن السبب بقوله :
( لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ ) انهم لا يعملون بالرأي والقياس ( يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وما خَلْفَهُمْ ) . ما بين أيديهم كناية عن أعمالهم الحالية ، وما خلفهم كناية عن أعمالهم الماضية ، والمعنى انه تعالى قد أحاط علما بجميع أعمالهم الخيرة ، ومقاصدهم الحسنة ، وهو يجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون .
( ولا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى ) . هذا رد على من عبد نبيا أو وليا أو ملكا طمعا في ان يشفع له عند اللَّه ، ووجه الرد ان العباد المكرمين يشفعون للموحدين المرضيّين عند اللَّه ، لا للمشركين المغضوب عليهم .
( وهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) على أنفسهم مع إخلاصهم ومكانتهم عند اللَّه ( ومَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ) .
فهؤلاء العباد المكرمون لو ادعى أحدهم انه إله من دون اللَّه أو شريك له فجزاؤه عذاب الحريق ، تماما كجزاء غيره من المشركين من دون تفاوت .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست