responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 268


سورة آل عمران ج 2 ص 231 . ونقلنا هناك الأقوال في ان أفعال اللَّه هل تعلل بالأغراض ، أو انه تعالى لا يقبح منه شيء ولا يجب عليه شيء ؟ ( لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ ) . اللهو واللعب والعبث محال على من يقول للشيء : كُنْ فَيَكُونُ . . ولذا قال تعالى : « لَوْ أَرَدْنا . . » « إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ » أي ما أردنا ولسنا بفاعلين ، ولو أراد ان يتخذ لهوا - وفرض المحال ليس بمحال - لاتخذه من عنده أي من نوع آخر يناسب عظمته لا من نوع ما يفعله العباد كاللهو بالنساء والأولاد .
( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ ) . المراد بالحق هنا الجد والحقيقة في قبال اللهو الذي نفاه تعالى عنه ، والمراد بالباطل اللهو واللعب . . بعد ان قال ، جلت عظمته ، لا نتخذ لهوا قال : كل أفعاله وأقواله جد وحقائق ، لا عبث فيها ولا لهو ، بل إذا جاء العبث واللهو من أي مصدر فإنه يبطله ويمحقه فكيف يرتضي لنفسه ما لا يرتضيه لغيره ؟ . ( ولَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ) اللَّه به ، وتنسبون إليه من صفات المصنوعين .
( ولَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ ومَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ ولا يَسْتَحْسِرُونَ ) أي لا يعيون ولا يكلَّون . وقال المفسرون : المراد ب ( من عنده ) الملائكة . . والذي نفهمه نحن ان المراد بهم كل من له مكانة ووجاهة عند اللَّه ملكا كان أو بشرا ( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ والنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ ) أي لا يسأمون بل هم دائبون على الطاعة له في الأقوال والأفعال ، ولا يتوهمونه بالتصوير ، ولا يجرون عليه صفات المصنوعين .
( أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ ) . جملة هم ينشرون صفة للآلهة ، والمعنى ان كل معبود للمشركين فإنه لا يحيي الأموات ، ولا يبعثهم من قبورهم ، بل اللَّه وحده هو الذي يحيي ويميت ( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) . انظر ما كتبناه بعنوان دليل التوحيد والأقانيم الثلاثة عند تفسير الآية 48 من سورة النساء ج 2 ص 344 .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست