وطعام الزقوم ، وشراب الحميم ، والضرب بمقامع الحديد أشدّ وأبقى من وقع العمى والنسيان .
( أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ ) . المراد بيهد يبين ويوجد طرق الهداية ، وضمير لهم يعود إلى المشركين ، والمعنى كيف أشرك الذين عاصروا محمدا ( ص ) ، وأصروا على الشرك بعد ان دعاهم إلى التوحيد ، مع ان اللَّه قد بيّن وأوجد طرق الهداية إلى التوحيد ، ومنها إهلاك الأمم الماضية كقوم نوح وعاد وثمود ، فقد كانوا أشد منهم قوة ، وأكثر مالا ، وأعز نفرا ، فبعث اللَّه إليهم رسلا مبشرين ومنذرين ، كما بعث محمدا إلى مشركي قريش ، فعصوا وتمردوا ، فأهلكهم اللَّه بكفرهم وتمردهم ، وهم في ديارهم آمنون مطمئنون ، فهل أمن مشركو قريش أن يأتيهم بأس اللَّه على غفلة كما أتى الذين من قبلهم ( إِنَّ فِي ذلِكَ لآياتٍ لأُولِي النُّهى ) ان ما حل بالماضين عبرة وعظة لأصحاب العقول من الحاضرين .
( ولَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وأَجَلٌ مُسَمًّى ) . المراد بالكلمة والأجل المسمى قضاؤه تعالى بتأخير العذاب ، والمعنى لو لا قضاؤه وحكمته جل وعز بتأخير العذاب على مشركي قريش إلى أجل مسمى لوقع عليهم لا محالة .
فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ الآية 130 - 132 فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِها ومِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى ( 130 ) ولا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ورِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وأَبْقى ( 131 ) وأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ والْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى ( 132 )