وملخصها ان الإسلام هو خير الأديان كلها ، أما الدليل على صحة هذه الدعوى وصدقها فهو القرآن بعقيدته وشريعته وسائر تعاليمه بالإضافة إلى سيرة صاحب الرسالة محمد بن عبد اللَّه ( ص ) الذي ملأ الأرض علما وإيمانا وبرا وعدلا بعد ما ملئت جهلا وكفرا وفسادا ، وقد أثبت العلماء هذه الحقيقة ، ووضعوا لذلك مئات الاسفار في تفسير كلام اللَّه ، وحديث رسول اللَّه وسيرته ، وفي العقيدة والشريعة والأخلاق الاسلامية ، وفيما حققه الإسلام في شتى الميادين ، وذكرنا طرفا من ذلك في المجلدات السابقة من هذا التفسير . وفيما يلي نشير إلى بعض المبادئ على سبيل المثال :
الإسلام دين الفطرة :
1 - ان كل أصل من عقيدة الإسلام ، وكل فرع من شريعته ، وكل حكم من أحكامه - يرتكز على الفطرة النقية الصافية : « فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ » - 30 الروم . فهذه الآية تقرر بصراحة ووضوح ان الإسلام يستجيب لمطالب الفطرة الانسانية ، ويبسط ذراعيه لكل جديد مفيد ، سواء أجاء من الشرق أو الغرب . قال الإمام علي ( ع ) : « الحكمة ضالة المؤمن ، فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق » وقال : انظروا إلى القول ، لا إلى من قال ، وفي هذا المعنى كثير من الأحاديث .
ايمان الإسلام بالعلم :
2 - يؤمن الإسلام بالعلم ، وبتركيز الحياة عليه في شتى مظاهرها ، قال تعالى :
« ولا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ » - 36 الإسراء » : « قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ » - 111 البقرة : « فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ » - 43 النحل . وقال الرسول الأعظم ( ص ) : « مداد العلماء يوزن يوم القيامة بدم