responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 219


من أن يفرط مفعول نخاف . ويجوز انّي وانني ، وانّا واننا .
المعنى :
( اذْهَبْ أَنْتَ وأَخُوكَ بِآياتِي ولا تَنِيا فِي ذِكْرِي ) . المراد بالآيات هنا المعجزات ، وهي العصا واليد البيضاء وغيرهما من الآيات التي أشرنا إليها عند تفسير الآية 101 من سورة الاسراء . ومعنى لا تنيا في ذكري لا تتهاونا في رسالتي والتذكير بأمري ونهيي ( اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى ) . اذهبا تأكيد لاذهب أنت وأخوك ، وتقدم نظيره في الآية 23 من هذه السورة .
( فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ) . وإذا تذكر أصحاب الشركات الاحتكارية في هذا العصر يتذكر فرعون ويخشى . . ومهما يكن فان هذه الآية تحدد أسلوب الدعوة إلى دين اللَّه ، وبالأصح تحدد أسلوب الإقناع بالحق ، ونظيرها قوله تعالى : « ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ » - 125 النحل ، والموعظة الحسنة أن يشعر معها المخطئ تلقائيا بخطئه ، والضال بضلاله ، ويرى نفسه بعيدا عن الحق والواقع : « وقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ » - 10 الملك .
والشرط الأول للموعظة الحسنة ان لا يريد الواعظ بموعظته الا الإصلاح ، بحيث يعتقد المقصود بالموعظة أو غيره من أهل الوعي ان الغاية الأولى والأخيرة هي مصلحته وهدايته ، والشرط الثاني أن تكون الموعظة بالقول اللين ، ومما قاله موسى لفرعون : « هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى وأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى » - 19 النازعات .
أنظر ج 4 ص 564 .
( قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى ) . انك تعلم يا إلهنا جبروت فرعون وعتوّه ، وانه لا رادع يردعه عن الغدر بنا والأمر بقتلنا قبل أن يستمع إلى ما زودتنا به من البينات والدلائل ، فهل لك أن تتفضل علينا بما نأمن معه من غوائله ؟ ( قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وأَرى ) . فأنا الكافل الضامن لسلامتكما من غدره وغوائله . وكفى باللَّه حافظا ونصيرا .

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست