responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 156


مبتدأ والخبر محذوف . ومثله أن تتخذ أي إما التعذيب واقع منك وإما اتخاذ الأمر الحسن واقع منك . وجزاء الحسنى قرئ برفع جزاء من غير تنوين ، وعليه فجزاء مبتدأ مؤخر والحسنى مجرورة بالإضافة وله خبر مقدم ، وقرئ بنصب جزاء مع التنوين ، وعليه فالحسنى مبتدأ وله خبر وجزاء حال من ضمير له مثل : في الدار قائما زيد . وكذلك خبر لمبتدأ محذوف أي الأمر كذلك .
المعنى :
( ويَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً ) . اختلفوا في ذي القرنين هذا من هو ؟ . قيل : انه كان ملكا من الملائكة ، وهذا غريب . وقيل :
بل هو نبي . وعن الإمام علي ( ع ) انه عبد صالح . ولا ريب في صلاحه ، لأن أفعاله وأقواله التي سجلها اللَّه في كتابه تشهد له بالفضل والصلاح . وقيل : هو إسكندر المقدوني تلميذ أرسطو ، وكان قبل الميلاد بنحو 330 سنة . . وهذا أغرب الأقوال لأن إسكندر المقدوني وثني يعبد الأصنام ، وذو القرنين يؤمن باللَّه واليوم الآخر ، ونقل الرازي وأبو حيان الأندلسي عن أبي الريحان البيروني ان ذا القرنين عربي يمني من قبيلة حمير ، واسمه أبو بكر .
وأيضا اختلفوا : لما ذا لقب بذي القرنين ؟ . فقيل : لأنه كريم الأبوين ، وقيل : كانت له ضفيرتان ، وقيل : لأنه ملك الشرق والغرب ، إلى غير ذلك من الأقوال والخلافات التي لا تمت إلى مقاصد القرآن بسبب . . ومتى اهتم القرآن بالأسماء وأسباب التسمية ؟ ولو كان فيها شيء من النفع والخير لما سكت عنها .
فغريب من المفسرين أن يشغلوا أنفسهم والناس معهم بما لا خير فيه دنيا وآخرة .
ومن أجل هذا نقف عند ظاهر النص ، ونقول : ان أناسا سألوا الرسول الكريم ( ص ) عن رجل يقال له ذا القرنين ، فأمره اللَّه سبحانه أن يقول للسائلين : سأخبركم بطرف من سيرته .
( إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً ) . والمراد بالسبب هنا كل ما يتوصل به الإنسان إلى ما يطلبه ويبتغيه ، كالعلم والقدرة والصحة والمال والرجال والآلات ، وفوق ذلك توفيق اللَّه وعنايته ، وقد توافرت هذه القوى

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست