أنظر تفسير الآية 165 من سورة النساء ج 2 ص 492 ( ويُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ واتَّخَذُوا آياتِي وما أُنْذِرُوا هُزُواً ) . أوضح اللَّه الحق ، وأثبته بالبينات والدلائل ، ولكن الذين كفروا خاصموه وجادلوا فيه ، وحاولوا إبطاله ودحضه بالمماراة والأكاذيب ، وبالهزء والسخرية ، وليس المراد من الهزء بآيات اللَّه من يسخر بها بلسانه فقط ، بل كل من عرف حكما من أحكام اللَّه ولم يعمل به فهو من الذين اتخذوا القرآن ودين اللَّه لعبا وهزوا ، قال الإمام علي ( ع ) :
« من قرأ القرآن فمات فدخل النار - لأنه لم يعمل بالقرآن - فهو ممن اتخذ آيات اللَّه هزوا » .
ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ الآية 57 - 59 ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها ونَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وفِي آذانِهِمْ وَقْراً وإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً ( 57 ) ورَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً ( 58 ) وتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً ( 59 ) اللغة :
أكنة أغطية . والفقه الفهم . والوقر الثقل في السمع . والموئل الملجأ .
الإعراب :
المصدر من ان يفقهوه مفعول من أجله لجعلنا أي مخافة ان يفقهوه . ووقرا