responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 130


ثم قال المؤمن مذكّرا الكافر بنعمة اللَّه عليه ، وبوجوب شكرها وحمد اللَّه عليها : ( ولَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ) . لو كنت من ذوي الرشد والبصيرة لأدركت ان الخير والفضل أن يكثر علمك ، لا مالك ، وان تباهي الناس بأخلاقك لا بجاهك ، وان تعلم انه لا حول ولا قوة إلا باللَّه الواحد القهار ، فهو وحده الذي يهب العز والجاه ، ويحوّل الغنى إلى فقر ، والفقر إلى غنى . ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن .
( إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً ووَلَداً فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ ويُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً ) . استطال الكافر على المؤمن ، وتعالى عليه بماله ، فقال له المؤمن : ان الغنى والفقر بعد العرض على اللَّه ، وما يدريك اني لديه أغنى منك وأكرم ، وانه قد ادخر لي في دار البقاء ما هو خير من جنتك هذه التي تفخر بها وتتعاظم ، بل ما يدريك أن يجعلني غنيا ، ويجعلك فقيرا بين عشية وضحاها ؟ .
انك تزهو وتفخر بمالك لأن الناس يغبطونك عليه ، ولكن هل تدفع عنك غبطتهم هذه ما يخبئه الدهر لك من العواقب ؟ . وهل أنت في مأمن من اللَّه وغضبه ؟ ألا تخشى أن ينزل عليك وعلى جنتك صاعقة من السماء فتصبح أنت وما تملك أثرا بعد عين ؟ .
( وأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها ) .
هلك الزرع ، وهوت الأشجار من كل جانب ، وغار الماء حتى آخر نقطة منه ، وأصبحت الأرض زلقا لا تثبت عليها قدم . . كأن لم يكن شيء ، وحل الفقر محل الغنى ، والكآبة محل الفرح ، والذل والانكسار محل التعاظم والكبرياء . .
وهذه هي ثمرة الكفر والبغي والفساد ، بل وثمرة الغفلة والغرور . . حسرة وندامة على الجهود والأموال ، والتفريط والإهمال .
( ويَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً ) . كأنه أراد بهذا القول أن تعود جنته إلى روائها وعطائها ، ولكن هيهات . . « لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً » - 158 الأنعام .
( ولَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وما كانَ مُنْتَصِراً ) . أبدا لا صاحب

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست