responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 128


قولا وعملا بأنه لا حول ولا قوة إلا باللَّه الواحد القهار ، وانه ، جلت حكمته ، يحوّل ساعة يشاء العز إلى ذل ، والغنى إلى فقر ، والعافية إلى أسقام وآلام وبالعكس ، وان ملك المخلوق مهما بلغ من العظمة فما هو بشيء إلا إذا تحول عملا من أعمال الخير . وبعد هذا التلخيص نشرع بالتفصيل وتفسير الآيات ، مع العلم بأن أكثرها واضح لا يحتاج إلى تفسير .
المعنى :
( واضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها ولَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً ) .
الخطاب في اضرب للنبي ( ص ) ، وضمير لهم للمشركين الذين قالوا لرسول اللَّه ( ص ) :
اطرد المؤمنين ، أو يعود الضمير لكل مترف متكبر ، والمراد بالرجلين الغني والفقير اللذان وقع بينهما الحوار الآني ، والمعروف من طريقة القرآن انه كثيرا ما يضرب الأمثال للأفكار المجردة والمبادئ العامة ، ويشبهها بالأشياء المحسوسة ، كتشبيه الايمان بالنور ، والكفر بالظلمات . . وقد يشبه المحسوس بمحسوس آخر أوضح منه وأبين ، كتشبيه المرتد عن الدين بالكلب اللاهث ، والغاية من ذلك الجلاء والتوضيح بالإضافة إلى العبرة والعظة : « وعاداً وثَمُودَ وأَصْحابَ الرَّسِّ وقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً . وكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الأَمْثالَ » - 39 الفرقان .
وقد شبه سبحانه هنا حال الطغاة المترفين بمتكبر كافر جهول يملك بستانين ، فيهما نهر وزرع من الحبوب ، وأشجار تحمل الفاكهة المفضلة آنذاك وهما الرطب والعنب ، وكل من الزرع والشجر يؤتي نتاجه في أوانه كافيا وافيا لا ينقص منه شيء . . وشبه سبحانه المؤمنين بمتواضع مؤمن عارف ، ولكنه فقير لا يملك شيئا ، وقد وقع بين الاثنين الحوار التالي :
( فَقالَ لِصاحِبِهِ ) . القائل هو الغني الجاحد المتكبر ، وصاحبه المؤمن العارف المتواضع ( وهُوَ يُحاوِرُهُ ) يراجعه في الكلام : ( أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وأَعَزُّ نَفَراً ) .
وإذا كان أكثر مالا ورجالا فهو أعظم وأكمل ، لأن المال والجاه هو مقياس العظمة والكمال ، أما الايمان والإخلاص فكلام بلا معنى . . هذا هو منطق الفسقة

نام کتاب : التفسير الكاشف نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 5  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست