إلى ذلك أسراء النبي ( ص ) إليه لم يكن عجبا ان يتخذه المسلمون مكانا مقدسا لهم وان يكون عندهم بالمنزلة الثانية من الحرم المكّي والمدني من حيث القداسة والصيانة والرعاية .
وقد جاء في كثير من الروايات ان رسول اللَّه قيّد البراق بالصخرة المقدسة حين بلغ به الإسراء إلى بيت المقدس وحتى الآن يسمى الجدار الغربي للحرم القدسي بجدار البراق ، وجاء في الروايات أيضا ان النبي ( ص ) صلى على أطلال هيكل سليمان أماما لإبراهيم وموسى وعيسى ، وانه عرج إلى السماء بعد ذلك متخذا من صخرة يعقوب مركزا لمعراجه إلى السماء . ومن أجل هذا وغيره كانت مأساة القدس سنة 1967 م . على أيدي الصهيونية والاستعمار الأمريكي والانكليزي هي مأساة المسلمين والمسيحيين أيضا . . فلقد لوثت تلك الأيدي القذرة الأماكن المقدسة عند الديانة الاسلامية والمسيحية ، واستهانت بها ، فأحيت فيها الليالي الحمراء مع الفاجرات ، وأقامت حفلات الرقص والخلاعة .
وغريبة الغرائب ان يدعي الأمريكان والانكليز انهم حماة الأديان وأعداء الإلحاد . .
وفي نفس الوقت يناصرون الصهاينة الذين لا يؤمنون بالقيم ، ولا يحترمون الأخلاق ، ولا يقيمون وزنا لدين من الأديان ، ولا يعترفون بحق من حقوق الإنسان . لقد ناصر الأمريكان والانكليز إسرائيل وأمدوها بالمال والسلاح ، وآزروها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، وشجعوها على انتهاك المقدسات الدينية عند المسلمين والمسيحيين ، وتحدوا بموقفهم هذا العالم بأسره . . ولسنا نشك في ان دائرة السوء ستدور على المستعمرين وحلفائهم الصهاينة بأيدي الثائرين الأحرار ، تماما كما دارت الآن على رؤوس الأمريكان بيد الفيتناميين ، ودارت من قبل على اليهود بيد بختنصر والرومان والنبي ( ص ) والخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، وهذه الصحف والإذاعات في الشرق والغرب لا تخلو يوما من أخبار المقاومة الفلسطينية وعملياتها الفدائية التي جعلت كل إسرائيلي يعيش في كابوس من الخوف والرعب .
الدرس العملي في الاسراء :
ان هذا القرآن المكتوب الذي نتلوه ونستمع إليه هو دروس ألقاها الخالق ،