في الصلاة إلا أنه لا يستعمل في ذلك إلا مقيدا ، فيقال إمام الجمعة والجماعة . .
وإذا كان مطلقا غير مقيد فإنه يستعمل في معنيين : الأول في النبي ، ومرتبته أعلى مراتب الإمامة . الثاني يستعمل في وصي النبي . . والإمام بمعنى إمامة النبوة والرسالة ، وإمام الوصاية والخلافة متبوع في كل شيء غير تابع لغيره في شيء في زمن إمامته .
والإمام بمعنى النبي يفتقر إلى النص من اللَّه بواسطة الروح الأمين ، وبمعنى الوصي لا بد فيه من النص من اللَّه سبحانه على لسان نبيه الكريم ، وشرط هذا النص أن يكون بالاسم والشخص ، لا بالصفات وصيغة العموم فقط ، كما هي الحال في المجتهد والحاكم الشرعي ، بل بالنص الخاص الذي لا يقبل التأويل ، ولا التخصيص ، ولا مجال فيه إطلاقا للبس ، أو احتمال العكس ، ومن هنا يتبين ان اطلاق لفظ الإمام من غير قيد على غير النبي ، أو غير الوصي محل توقف وتأمل ، وغير بعيد أن يكون محرما ، تماما كاطلاق لفظ وصي النبي على غير الإمام المعصوم .
ومهما يكن ، فان قول هذا الإمام نبيا كان ، أو وصيا هو قول اللَّه ، وهداه هدى اللَّه ، وحكمه حكم اللَّه الذي لا يحتمل العكس . . ومن ادعى شيئا من ذلك لنفسه دون أن يثبت النص القطعي عليه بالخصوص فهو مفتر كذاب . .
وخير ما قرأته في صفة الإمام قول الإمام الأعظم زين العابدين ( ع ) في الصحيفة السجادية : « اللهم انك أيدت دينك في كل أوان بإمام أقمته علما لعبادك ، ومنارا في بلادك بعد أن وصلت حبله بحبلك ، وجعلته الذريعة إلى رضوانك ، وافترضت طاعته ، وحذرت معصيته ، وأمرت بامتثال أوامره ، والانتهاء عند نهيه ، وان لا يتقدمه متقدم ، ولا يتأخر عنه متأخر - أي يبقى متابعا له - فهو عصمة اللائذين ، وكهف المسلمين ، وعروة المؤمنين ، وبهاء رب العالمين » .
هذه هي أوصاف من يختاره اللَّه إماما لعباده . . وبديهة ان الإمامة بمعنى النبوة والوصاية تستدعي العصمة ، ولا تنفك . عنها بحال ، بل هي هي ، لأن الأعمى لا يقود أعمى مثله ، والأقذار لا تطهر أقذارا مثلها ، ومن كان عليه الحد لا يقيم على غيره الحد .
واستدل الشيعة الإمامية بقوله تعالى : ( جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) على ان الإمامة