نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 341
وذهب جمع منهم إلى أن الآية المباركة منسوخة بقوله تعالى بعد ذلك : " فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم 5 : 48 " . وروي عن مجاهد أنه ذهب إلى أن آية التخيير ناسخة للآية الثانية . والتحقيق : عدم النسخ في الآية ، فإن الامر بالحكم بين أهل الكتاب بما أنزل الله في قوله تعالى : " فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم " مقيد بما إذا أراد الحاكم أن يحكم بينهم ، والقرينة على التقييد هي الآية الأولى . ويدل على ذلك أيضا - مضافا إلى شهادة سياق الآيات بذلك - قوله تعالى في ديل الآية الأولى : " وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط " فإنه يدل على أن وجوب الحكم بينهم بالقسط معلق على إرادة الحكم بينهم ، وللحاكم أن يعرض عنهم فينتفي وجوب الحكم بانتفاء موضوعه . ومما يدل على عدم النسخ في الآية المزبورة الروايات التي دلت على أن سورة المائدة نزلت على رسول الله - ص - جملة واحدة ، وهو في أثناء مسيره . فقد روى عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام " إن سورة المائدة كانت من آخر ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنها نزلت وهو على بغلته الشهباء ، وثقل عليه الوحي حتى وقعت " [1] . وروت أسماء بنت يزيد ، قالت : " إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله إذ أنزلت عليه المائدة كلها ، وكادت من ثقلها تدق من عضد الناقة " [2] . وروت أيضا بإسناد آخر ، قالت : " نزلت سورة المائدة على النبي صل الله عليه وآله وسلم
[1] تفسير البرهان ج 1 ص 263 . [2] تفسير ابن كثير ج 2 ص 2 .
نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 341