اللفظ وحّد ، وإن ذهب إلى المعنى جمع ، كما قال : * ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُونَ ) * [1] فجمع مرة مع الفعل لمعناه ووحّد أخرى على اللفظ . قال الشاعر :
ألمّا بسلمى عنكما إن عرضتما * وقولا لها عوجي على من تخلفوا [2] فجمع الفعل لأنّه جعل من بمنزلة الذين ، وربما كان لاثنين وهو أبعد وما جاء فيه قال الفرزدق :
تعال فإن عاهدتني لا تخونني * نكن مثل مَن يا ذئب يصطحبان [3] قوله : * ( مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْم الآخِرِ ) * .
قال السدي : نزلت في سلمان الفارسي ، وأصحابه النصارى الذين كان قد تنصر على أيديهم قبل مبعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكانوا قد أخبروه بأنّه سيبعث ، وانّهم يؤمنون به إن أدركوه .
وروي عن ابن عباس أنّها منسوخة بقوله تعالى : * ( وَمَنْ يَبْتَغ غَيْرَ الإِسْلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ) * [4] وهذا بعيد ، لأنّ النسخ لا يجوز أن يدخل في الخبر الّذي يتضمّن الوعيد ، وإنّما يجوز دخوله فيما طريقه الأحكام الشرعية التي يجوز تغييرها ، وقال قوم : إنّ حكمها ثابت ، والمراد بها : إنّ الذين آمنوا بأفواههم ، ولم تؤمن قلوبهم من المنافقين هم واليهود ، والنصارى ، والصابئين إذا آمنوا بعد
