عسلاً ناطفاً وماء فراتا * وحليباً ذا بهجة مثمورا [1] الناطف : القاطر والصافي من اللبن .
يسقط على بني إسرائيل ممّا منّ الله عليهم أي أحسن به إليهم .
وأما السلوى فقال ابن عباس : هو السماني ، وقيل : هو طائر كالسماني وواحده سلوى .
سبب نزول المنّ والسلوى :
وكان سبب إنزال المنّ والسلوى عليهم أنّه لما ابتلاهم الله تعالى بالتيه ، حين قالوا لموسى : * ( فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ) * [2] فأمرهم بالمسير إلى بيت المقدس ، فلما ساروا تاهوا في قدر خمس فراسخ أو ستة ، فلمّا أصبحوا ساروا عادين فأمسوا ، فإذا هم في مكانهم الّذي ارتحلوا منه فلم يزالوا كذلك ، حتى تمت أربعين سنة ، تفضل عليهم في تلك الحال ، وأحسن إليهم ، وأنزل عليهم المنّ والسلوى ، وكانت ريح الجنوب تحشره عليهم ، قال ابن جريج : كان الرجل إذا أخذ من المنّ والسلوى زيادة على طعام يوم واحد ، فسد إلاّ يوم الجمعة فإنّهم إذا أخذوا طعام يومين لم يفسد .
وروي عن الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : المنّ كان ينزل على بني إسرائيل من بعد طلوع الفجر الثاني إلى طلوع الشمس فمن نام في ذلك الوقت ، لم ينزل عليه نصيبه ، فلذلك يكره النوم في هذا الوقت إلى بعد طلوع الشمس .
