وقال الفرّاء : هو كلام مثنى يراد به التوراة ، وكرّر لاختلاف اللفظين ، كقولهم : بعداً وسحقاً ، وهما بمعنى واحد ، قال الرماني : هذا المثال لا يشبه الآية ، لأنّه جمع الصفتين لموصوف واحد على معنيين متفقين ، والأولى أن يمثل بقولهم : هو العالم الكريم ، فجمعت الصفتان لموصوف واحد على معنيين مختلفين ، وقال عدي بن زيد :
وقدّدت الأديم لراهشيه * وألفى قولها كذباً ومينا [1] وقال قوم : الكتاب التوراة ، والفرقان انفراق البحر لبني إسرائيل ، والفرج الّذي أتاهم كما قال : * ( يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً ) * أي مخرجاً .
وقال بعضهم : الفرقان الحلال والحرام الّذي ذكره في التوراة .
وروي عن ابن عباس وأبي العالية ومجاهد : انّ الفرقان الّذي ذكره هو الكتاب الّذي أتاه يفرق فيه بين الحقّ والباطل .
وقال ابن زيد : الفرقان النصر الّذي فرّق الله به بين موسى وفرعون ، كما فرق بين محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبين المشركين ، كما قال : * ( يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ) * [2] .
وقال أبو مسلم : هو ما أوتي موسى من الآيات والحجج التي فيها التفرقة بين الحقّ والباطل .
وقوله : * ( لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) * أي لكي تهتدوا ، وقد بيّناه فيما مضى ، وفيه دلالة على أنّه تعالى أراد أن يهتدوا لأنّ هذه اللام لام الغرض ، وذلك يفسد قول المجبّرة إنّه أراد منهم الكفر .
