نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل بن سليمان جلد : 1 صفحه : 78
* ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيات وإسماعيل ) * ، يعني أساس البيت الحرام الذي كان رفع ليالي الطوفان على عهد نوح ، فبناه إبراهيم وإسماعيل على ذلك الأصل ، وأعانهم الله عز وجل بسبعة أملاك على البناء ملك إبراهيم ، وملك إسماعيل ، وملك هاجر ، والملك الموكل بالبيت ، وملك الشمس ، وملك القمر ، وملك آخر ، فلما فرغا من بناء البيت ، قالا : * ( ربنا تقبل منا ) * ، يعني بناء هذا البيت الحرام ، * ( إنك أنت السميع العليم ) * [ آية : 127 ] لدعائهما : * ( ربنا تقبل منا ) * . ثم قالا : * ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ) * ، يعني مخلصين لك ، * ( ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا ) * ، يعني علمنا مناسكنا ، نظيرها : * ( بما أراك الله ) * [ النساء : 105 ] ، يعني بما علمك الله ، ونظيرها : * ( ولما يعلم الله ) * [ آل عمران : 142 ] ، يعني يرى الله ، ونظيرها أيضا : * ( ويرى الذين أوتوا العلم ) * [ سبأ : 6 ] ، يعني ويعلم ، ونظيرها : * ( فليعلمن الله الذين صدقوا ) * ، يعني وليرين الله ، * ( وليعلمن الكاذبين ) * [ العنكبوت : 3 ] ، يعني ويرى . * ( وأرنا مناسكنا ) * فنصلي لك ، * ( وتب علينا ) * ، يعني إبراهيم وإسماعيل أنفسهما ، * ( إنك أنت التواب الرحيم ) * [ آية : 128 ] ، ففعل الله عز وجل ذلك به ، فنزل جبريل عليه السلام ، فانطلق بإيراهيم صلى الله عليه وسلم إلى عرفات وإلى المشاعر ليريه ويعلمه كيف يسأل ربه ، فلما أراه الله المناسك والمشاعر ، علم أن الله عز وجل سيجعل في ذريتهما أمة مسلمة ، كما سألا ربهما ، فقالا عند ذلك : * ( ربنا وابعث فيهم ) * ، يعني في ذريتنا * ( رسولا منهم ) * ، يعني محمد صلى الله عليه وسلم ، * ( يتلوا عليهم آياتك ) * ، يعني يقرأ عليهم آيات القرآن ، * ( ويعلمهم الكتاب ) * ، يقول : يعلمهم ما يتلى عليهم من القرآن ، ثم قال : * ( والحكمة ) * ، يعني الموعظة التي في القرآن من الحلال والحرام ، * ( ويزكيهم ) * ، يعني ويطهرهم من الشرك والكفر ، * ( إنك أنت العزيز الحكيم ) * [ آية : 129 ] ، فاستجاب الله له في سورة الجمعة ، فقال : * ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ) * [ الجمعة : 2 ] إلى آخر الآية . تفسير سورة البقرة من آية [ 130 - 134 ]
نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل بن سليمان جلد : 1 صفحه : 78