نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل بن سليمان جلد : 1 صفحه : 370
ثم ذكر ما أعد للموحدين ، فقال : * ( لهم دار السلام ) * ، يعني جنة الله ، * ( عند ربهم ) * في الآخرة ، * ( وهو وليهم ) * ، يقول : الله وليهم في الآخرة ، * ( بما كانوا يعملون ) * [ آية : 127 ] له في الدنيا ، يعني يوحدون ربهم . * ( ويوم يحشرهم ) * ، يعني كفار الإنس والشياطين والجن ، يقول : ويوم نجمعهم ، * ( جميعا يا معشر الجن ) * ، ثم يقول للشياطين : * ( قد استكثرتم من الإنس ) * ، يعني من ضلال الإنس فيما أضللتم منهم ، وذلك أن كفار الإنس كانوا تولوا الجن وأعاذوا بهم ، * ( وقال أولياؤهم من الإنس ) * ، يعني أولياء الجن من كفار الإنس ، * ( ربنا استمتع بعضنا ببعض ) * ، كاستمتاع الإنس بالجن ، وذلك أن الرجل كان إذا سافر فأدركه الليل بأرض القفر خاف ، فيقول : أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه ، فيبيت في جواره آمناً ، وكان استمتاع الجن بالإنس أن يقولوا : لقد سودتنا الإنس حين فزعوا إلينا ، فيزدادوا بذلك شرفاً ، * ( و ) * قالت : * ( وبلغنا أجلنا ) * الموت * ( الذي أجلت لنا ) * في الدنيا ، فرد الله عليهم : * ( قال النار مثواكم ) * ، ومثوى الكافرين ، * ( خالدين فيها ) * أبداً ، * ( إلا ما شاء الله ) * ، واستثنى أهل التوحيد ، أنهم لا يخلدون فيها ، * ( إن ربك حكيم ) * ، يعني حكم النار لمن عصاه ، * ( عليم ) * [ آية : 128 ] ، يقول : عالم بمن لا يعصيه . تفسير سورة الإنعام من آية [ 129 - 130 ] قوله : * ( وكذلك ) * ، يعني وهكذا ، * ( نولي بعض الظالمين بعضا ) * ، فولى الله ظلمة الإنس ظلمة الجن ، وولى ظلمة الجن ظلمة الإنس بأعمالهم الخبيثة ، فذلك قوله : * ( بما كانوا يكسبون ) * [ آية : 129 ] ، يعني يعملون من الشرك . ثم قال لهم عند ذلك : * ( يا معشر الجن والإنس ) * ، يعني كفار الجن وكفار الإنس ، ولا يعني به الشياطين ؛ لأن الشياطين هم أغروا كفار الجن وكفار الإنس ، وبعث الله رسولاً من الجن إلى الجن ، ومن الإنس إلى الإنس يقصون ، فذلك قوله : * ( ألم يأتكم رسل منكم ) * ، يعني من أنفسكم الجن إلى الجن ، والإنس إلى الإنس ، * ( يقصون عليكم آياتي ) * ، يعني آيات القرآن ، * ( وينذرونكم لقاء يومكم هذا ) * ، يعني يوم القيامة ،
نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل بن سليمان جلد : 1 صفحه : 370