responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل بن سليمان    جلد : 1  صفحه : 342


* ( وهم ينهون عنه وينئون عنه ) * ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أبي طالب بن عبد المطلب ، يدعوه إلى الإسلام ، فاجتمعت قريش إلى أبي طالب ليريدوا بالنبي ، عليه السلام ، سوءاً ، فسألوا أبا طالب أن يدفعه إليهم فيقتلوه ، فقال أبو طالب : ما لي عنه صبر ، قالوا : ندفع إليك من سبايانا من شئت مكان ابن أخيك ، فقال أبو طالب : حين تروح الإبل ، فإن جاءت ناقة إلى غير فصيلها دفعت إليكم ، وإن كانت الناقة لا تحن إلا إلى فصيلها ، فأنا أحق من الناقة ، فلما أبى عليهم ، اجتمع منهم سبعة عشر رجلا من أشرافهم ورؤسائهم ، فكتبوا بينهم كتابا ألا يبايعوا بني عبد المطلب ، ولا يناكحوهم ، ولا يخالطوهم ، ولا يؤاكلوهم ، حتى يدفعوا إليهم محمدا صلى الله عليه وسلم فيقتلوه ، فاجتمعوا في دار شيبة بن عثمان صاحب الكعبة ، وكان هو أشد الناس على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو طالب :
* والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أغيب في التراب دفينا * * فانفذ لأمرك ما عليك غضاضة * أبشر وقر بذاك منك عونا * * ودعوتني وزعمت أنك ناصحي * فلقد صدقت وكنت قدما أمينا * * وعرضت دينا قد علمت بأنه * من خير أديان البرية دينا * * لولا الدمامة أو أخادن سبة * لوجدتني سمحا بذاك مبينا * فأنزل الله في أبي طالب ، واسمه : عبد مناف بن شيبة ، وهو عبد المطلب : * ( وهم ينهون عنه وينئون عنه ) * ، كان ينهى قريش عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم ، ويتباعد هو عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يتبعه على دينه ، * ( وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون ) * [ آية : 26 ] ، يعني أبا طالب .
* ( ولو ترى ) * يا محمد * ( إذ وقفوا على النار ) * ، يعني كفار قريش هؤلاء الرؤساء تمنوا ، * ( فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ) * ، يعني القرآن بأنه من الله ، * ( ونكون من المؤمنين ) * [ آية : 27 ] ، يعني المصدقين بالقرآن في قولهم : * ( بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ) * ، وذلك أنهم حين قالوا : * ( والله ربنا ما كنا مشركين ) * ، أوحى الله إلى الجوارح ، فشهدت عليهم بما كتموا من الشرك ، فذلك قوله : * ( بل بدا لهم ) * ، يعني ظهر لهم من الجوارح * ( ما كانوا يخفون من قبل ) * بألسنتهم من قبل أن تنطق الجوارح بالشرك ، فتمنوا عند ذلك الرجعة إلى الدنيا ، * ( فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ) * إلى آخر الآية ، فأخبر الله عنهم ، فقال : * ( ولو ردوا ) * إلى الدنيا كما تمنوا

نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل بن سليمان    جلد : 1  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست