نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل بن سليمان جلد : 1 صفحه : 330
قوله سبحانه : * ( يوم يجمع الله الرسول ) * ، يعني الأنبياء ، عليهم السلام ، * ( فيقول ماذا أجبتم ) * في التوحيد ، * ( قالوا لا علم لنا ) * ، وذلك أول ما بعثوا عند زفرة جهنم ؛ لأن الناس إذا خرجوا من قبورهم تاهت عقولهم ، فجالوا في الدنيا ثلاثين سنة ، ويقال : أربعين سنة ، ثم ينادي مناد عند صخرة بيت المقدس : يا أهل الدنيا ، ها هنا موضع الحساب ، فيسمع النداء جميع الناس ، فيقبلون نحو الصوت ، فإذا اجتمعوا ببيت المقدس ، زفرت جهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا ظن أنه لو جاء بعمل سبعين نبيا ما نجا ، فعند ذلك تاهت عقولهم ، فيقول لهم عند ذلك ، يعني المرسلين : * ( ماذا أجبتم ) * في التوحيد ، * ( قالوا لا علم لنا ) * * ( إنك أنت علام الغيوب ) * [ آية : 109 ] ، ثم رجعت عقولهم بعد ذلك إليهم فشهدوا على قومهم أنهم قد بلغوا الرسالة عن ربهم ، فذلك قوله سبحانه : * ( ويقول الأشهاد ) * ، يعني الأنبياء * ( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ) * [ هود : ] 18 ] . قوله سبحانه : * ( إذ قال الله يا عيسى ابن مريم ) * في الآخرة ، * ( اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك ) * ، يعني مريم ، عليهما السلام ، * ( إذ أيدتك بروح القدس ) * ، فالنعمة على عيسى حين أيده بروح القدس ، يعني جبريل ، عليه السلام ، * ( تكلم الناس في المهد ) * صبيا * ( و ) * تكلمهم * ( وكهلا وإذ علمتك الكتاب ) * ، يعني خط الكتاب بيده ، * ( والحكمة ) * ، يعني الفهم والعلم ، * ( والتوراة والإنجيل ) * ، يعني علم التوراة والإنجيل ، وجعله نبيا ورسولا إلى بني إسرائيل ، * ( وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير ) * ، يعني الخفاش ، * ( بإذني فتنفخ فيها ) * ، يعني في الهيئة ، * ( فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه ) * ، يعني الأعمى الذي يخرج من بطن أمه أعمى ، * ( و ) * يبرئ * ( والأبرص ) * ، يمسحها بيده فيبرئها * ( بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني ) * أحياء ، * ( وإذ كففت بني إسرائيل عنك ) * ، أي عن قتلك ، * ( إذ جئتهم بالبينات ) * ، وهي أحياء سام بن نوح بإذن الله . فيقوم عيسى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بهؤلاء الكلمات خطيبا على رؤوس الخلائق ، ويخطب إبليس ، لعنه الله ، على أهل النار بهذه الآية : * ( إن الله وعدكم ) * إلى قوله : * ( بمصرخكم ) * ، يعني بمانعكم من العذاب ، * ( وما أنتم بمصرخي ) * ، يعني بمانعي من العذاب ، * ( إني كفرت ) * ، يعني تبرأت * ( بما أشركتمون من قبل ) * [ إبراهيم : 22 ] ، أي في الدار الدنيا ، وأما النعمة على مريم ، عليها السلام ، فهي أنه اصطفاها ،
نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل بن سليمان جلد : 1 صفحه : 330