responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل بن سليمان    جلد : 1  صفحه : 304


قوله سبحانه : * ( وأنزلنا إليك الكتاب ) * يا محمد صلى الله عليه وسلم ، * ( بالحق ) * ، يعني القرآن بالحق ، لم ننزله عبثا ولا باطلا لغير شيء ، * ( مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ) * ، يقول : وشاهدا عليه ، وذلك أن قرآن محمد صلى الله عليه وسلم شاهد بأن الكتب التي أنزلت قبله أنها من الله عز وجل ، * ( فاحكم بينهم بما أنزل الله ) * إليك في القرآن ، * ( ولا تتبع أهواءهم ) * ، يعني أهواء اليهود ، * ( عما جاءك من الحق ) * ، وهو القرآن ، * ( لكل جعلنا منكم شرعة ) * ، يعني من المسلمين وأهل الكتاب ، * ( شرعة ) * ، يعني سنة ، * ( ومنهاجا ) * ، يعني طريقا وسبيلا ، فشريعة أهل التوراة في قتل العمد القصاص ليس لهم عقل ولا دية ، والرجم على المحصن والمحصنة إذا زنيا .
وشريعة الإنجيل في القتل العمد العفو ، ليس لهم قصاص ولا دية ، وشريعتهم في الزنا ، الجلد بلا رجم ، وشريعة أمة محمد صلى الله عليه وسلم في قتل العمد القصاص والدية والعفو ، وشريعتهم في الزنا إذا لم يحصن الجلد ، فإذا أحصن فالرجم ، * ( ولو شاء الله لجعلكم ) * يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأهل الكتاب ، * ( أمة واحدة ) * على دين الإسلام وحدها ، * ( ولكن ليبلوكم ) * ، يعني يبتليكم * ( في ما آتاكم ) * ، يعني فيما أعطاكم من الكتاب والسنة من يطع الله عز وجل فيما أمر ونهى ، ومن يعصه * ( فاستبقوا الخيرات ) * ، يقول : سارعوا في الأعمال الصالحة يا أمة محمد ، فيما ذكر من السبيل والسنة ، * ( إلى الله مرجعكم جميعا ) * في الآخرة أنتم وأهل الكتاب ، * ( فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون ) * [ آية : 48 ] في الدين .
قوله سبحانه : * ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ) * إليك في الكتاب ، يعني بين اليهود ، وذلك أن قوما من رؤوس اليهود من أهل النصير اختلفوا ، فقال : بعضهم لبعض : انطلقوا بنا إلى محمد لعلنا نفتنه ونرده عما هو عليه ، فإنما هو بشر إذن فيستمع ، فأتوه فقالوا له :
هل لك أن تحكم لنا على أصحابنا أهل قريظة في أمر الدماء كما كنا عليه من قبل ، فإن فعلت ، فإنا نبايعك ونطيعك ، وإنا إذا بايعناك تابعك أهل الكتاب كلهم ؛ لأنا سادتهم وأحبارهم ، فنحن نفتنهم ونزلهم عما هم عليه حتى يدخلوا في دينك .
فأنزل الله عز وجل يحذر نبيه صلى الله عليه وسلم ، فقال : * ( ولا تتبع أهواءهم ) * في أمر الدماء ، * ( واحذرهم أن يفتنوك ) * ، يعني أن يصدوك ، * ( عن بعض ما أنزل الله إليك ) * من أمر

نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل بن سليمان    جلد : 1  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست