نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 177
وألحقني بالصالحين ) * ( الشعراء : 83 ) ففي هذه السورة أيضاً وقعت البداءة بالثناء عليه سبحانه وتعالى وهو قوله : ( الحمد لله إلى قوله مالك يوم الدين ) ثم ذكر العبودية وهو قوله : * ( إياك نعبد وإياك نستعين ) * ثم وقع الختم على طلب الهداية وهو قوله تعالى : * ( إهدنا الصراط المستقيم ) * وهذا يدل على أن أكمل المطالب هو الهداية في الدين ، وهو أيضاً يدل على أن جنة المعرفة خير من جنة النعيم لأنه تعالى ختم الكلام هنا على قوله * ( إهدنا ) * ولم يقل إرزقنا الجنة . الاسم الحادي عشر : سورة الشكر ، وذلك لأنها ثناء على الله بالفضل والكرم والإحسان . الاسم الثاني عشر : سورة الدعاء ، لاشتمالها على قوله : * ( إهدنا الصراط المستقيم ) * فهذا تمام الكلام في شرح هذه الأسماء والله أعلم . الباب الثاني في فضائل هذه السورة ، وفيه مسائل : كيفية نزولها : المسألة الأولى : ذكروا في كيفية نزول هذه السورة ثلاثة أقوال : الأول : أنها مكية ، روى الثعلبي بإسناده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش ، ثم قال الثعلبي : وعليه أكثر العلماء ، وروى أيضاً بإسناده عن عمرو بن شرحبيل أنه قال : أول ما نزل من القرآن * ( الحمد لله رب العالمين ) * وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلى خديجة فقال : " لقد خشيت أن يكون خالطني شيء " ، فقالت : وما ذاك ؟ قال : " إني إذا خلوت سمعت النداء بإقرأ " ، ثم ذهب إلى ورقة بن نوفل وسأله عن تلك الواقعة فقال له ورقة : إذا أتاك النداء فأثبت له ، فأتاه جبريل عليه السلام وقال له : قل : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وبإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " بسم الله الرحمن الرحيم " ، فقالت قريش : دق الله فاك . والقول الثاني : أنها نزلت بالمدينة ، روى الثعلبي بإسناده عن مجاهد أنه قال : فاتحة الكتاب أنزلت بالمدينة قال الحسين بن الفضل : لكل عالم هفوة وهذه هفوة مجاهد ، لأن العلماء على خلافه ، ويدل عليه وجهان : الأول : أن سورة الحجر مكية بالاتفاق ، ومنها قوله تعالى : * ( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني ) * ، ( الحجر : 87 ) وهي فاتحة الكتاب ، وهذا يدل على أنه تعالى آتاه هذه السورة فيما تقدم ، الثاني : أنه يبعد أن يقال إنه أقام بمكة بضع عشرة سنة بلا فاتحة الكتاب .
نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 177