responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 153


على صورة غلوله بما غل بعينه .
* ( أفمن اتبع رضوان الله ) * أي : النبي في مقام الرضوان التي هي جنة الصفات ، لاتصافه بصفات الله ، والغال في مقام السخط لاحتجابه بصفات نفسه * ( ومأواه ) * أسفل حضيض النفس المظلمة ، فهل يتشابهان ؟ * ( هم درجات ) * أي : كل من أهل الرضا وأهل السخط ذوو درجات متفاوتات أو هم مختلفون اختلاف الدرجات * ( قل هو من عند أنفسكم ) * لا ينافي قوله تعالى : * ( قل كل من عند الله ) * [ النساء ، الآية : 78 ] لأن السبب الفاعلي في الجميع هو الحق تعالى ، والسبب القابلي أنفسهم ، ولا يفيض من الفاعل إلا ما يليق بالاستعداد ويقتضيه ، وباعتبار الفاعل يكون من عند الله ، وباعتبار القابل يكون من عند أنفسهم . واستعداد الأنفس إما أصلي وإما عارضي ، والأصلي من فيضه الأقدس على مقتضى مشيئته ، والعارضي من اقتضاء قدره . فهذا الجانب أيضاً ينتهي إليه ، ومن وجه آخر ما يكون من أنفسهم أيضاً يكون من الله نظراً إلى التوحيد ، إذ لا غير ثمة * ( وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا ) * أي : وليتميز المؤمنون والمنافقون في العلم التفصيلي .
* ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله ) * سواء كان قتلهم بالجهاد الأصغر ، وبذل النفس طلباً لرضا الله ، أو بالجهاد الأكبر ، وكسر النفس ، وقمع الهوى بالرياضة * ( أمواتا بل أحياء عند ربهم ) * بالحياة الحقيقية مجردين عن دنس الطبائع ، مقربين في حضرة القدس * ( يرزقون ) * من الأرزاق المعنوية ، أي المعارف والحقائق واستشراق الأنوار ، ويرزقون في الجنة الصورية كما يرزق سائر الأحياء . فإن للجنان مراتب بعضها معنوية وبعضها صورية ، ولكل من المعنوية والصورية درجات على حسب الأعمال ، فالمعنوية جنة الذات وجنة الصفات وتفاضل درجاتها على حسب تفاضل درجات أهل الجبروت والملكوت ، والصورية جنة الأفعال وتفاوت درجاتها على حسب تفاوت درجات عالم الملك من السماوات العلى ، وجنات الدنيا وعن النبي صلى الله عليه وسلم : ' لما أصيب إخوانكم بأحد ، جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ، تدور في أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب ، معلقة في ظل العرش ' . فالطير الخضر : إشارة إلى الأجرام السماوية ، والقناديل هي الكواكب ، أي تعلقت بالنيرات من الأجرام السماوية لنزاهتها ، وأنهار الجنة منابع العلوم ومشارعها ، وثمارها الأحوال والمعارف والأنهار ، والثمار الصورية على حسب جنتهم المعنوية أو الصورية . فإن كل ما وجد في الدنيا من المطاعم والمشارب والمناكح والملابس وسائر الملاذ والمشتهيات ، موجود في الآخرة وفي طبقات السماء ألذ وأصفى مما في الدنيا .

153

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست