نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 66
بنفسه فيه من غير روية . وقحم الفرس فارسه تقحيما على وجهه : إذا رماه . وتقحيم النفس في الشئ : إدخالها فيه من غير روية . والقحمة ( بالضم ) المهلكة ، والسنة الشديدة . يقال : أصابت الاعراب القحمة : إذا أصابهم قحط ، فدخلوا الريف . والقحم : صعاب الطريق . وقال الفراء والزجاج : وذكر " لا " مرة واحدة ، والعرب لا تكاد تفرد " لا " مع الفعل الماضي في مثل هذا الموضع ، حتى يعيدوها في كلام آخر ، كقوله تعالى : " فلا صدق ولا صلى " [1] [ القيامة : 31 ] " ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " . وإنما أفردوها لدلالة آخر الكلام على معناه ، فيجوز أن يكون قوله : " ثم كان من الذين آمنوا " [ البلد : 17 ] قائما مقام التكرير ، كأنه قال : فلا اقتحم العقبة ولا آمن . وقيل : هو جار مجرى الدعاء ، كقوله : لا نجا ولا سلم . ( وما أدراك ما العقبة ) ؟ فقال سفيان بن عيينة : كل شئ قال فيه " وما أدراك " ؟ فإنه أخبر به ، وكل شئ قال فيه " وما يدريك " ؟ فإنه لم يخبر به . وقال : معنى " فلا اقتحم العقبة " أي فلم يقتحم العقبة ، كقول زهير : وكان طوى كشحا على مستكنة * فلا هو أبداها ولم يتقدم [2] أي فلم يبدها ولم يتقدم . وكذا قال المبرد وأبو علي : " لا " : بمعنى لم . وذكره البخاري عن مجاهد . أي فلم يقتحم العقبة في الدنيا ، فلا يحتاج إلى التكرير . ثم فسر العقبة وركوبها فقال : " فك رقبة " وكذا وكذا ، فبين وجوها من القرب المالية . وقال ابن زيد وجماعة من المفسرين : معنى الكلام الاستفهام الذي معناه الانكار ، تقديره : أفلا اقتحم العقبة ، أو هلا اقتحم العقبة . يقول : هلا أنفق ماله في فك الرقاب ، وإطعام السغبان ، ليجاوز به العقبة ، فيكون خيرا له من إنفاقه في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم . ثم قيل : اقتحام العقبة ها هنا ضرب مثل ، أي هل تحمل عظام الأمور في إنفاق ماله في طاعة ربه ، والايمان به . وهذا إنما يليق بقول من حمل " فلا اقتحم العقبة " على الدعاء ، أي فلا نجا ولا سلم من لم ينفق ماله في كذا وكذا . وقيل : شبه عظم الذنوب وثقلها وشدتها بعقبة ، فإذا أعتق رقبة وعمل صالحا ، كان مثله كمثل من اقتحم العقبة ، وهي الذنوب التي تضره وتؤذيه وتثقله . قال
[1] آية 31 سورة القيامة . [2] الكشح : الخاصرة . ومستكنة : على نية أكنها في نفسه .
66
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 66